حذّر تقرير أعده خبراء، تحت إشراف الأمم المتحدة، من أضرار الحضارة الحديثة وتأثيرها السلبي على الطبيعة وكائناتها، قائلين إن السّعي الحثيث وراء النمو الاقتصادي وأثر تغير المناخ يهددان عدداً لم يسبق له مثيل من أنواع الكائنات النباتية والحيوانية.
وخلص التقرير، الذي جاء بعد دراسة أطلقها المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية في باريس، إلى أن ما يصل إلى مليون من بين نحو ثمانية ملايين نوع من النباتات والحشرات والحيوانات على سطح الأرض، مهدد بالانقراض، وقد ينقرض كثير منها في غضون عقود.
وجاءت نتائج التقرير، الذي صدر بعنوان «التقييم العالمي»، صادمة، لأن الكائنات الحية أغلبها، بدءاً من غابات أفريقيا وصولاً إلى غابات أميركا الجنوبية، قد تراجعت بواقع 20 في المائة على الأقل خلال القرن الماضي، علاوة على أن تغير المناخ الناجم عن حرق الفحم والنفط والغاز في إطار صناعة الوقود الأحفوري يفاقم الخسارة بحسب النتائج المستخلصة.
وذكر التقرير الذي أقرته 130 دولة، منها الولايات المتحدة وروسيا والصين، أن تحولاً واسع النطاق في الاقتصاد العالمي والنظام المالي يعد وحده قادراً على إنقاذ النظم البيئية المهمة لمستقبل مجتمعات البشر على مستوى العالم من على شفا الانهيار.
وتعد الدراسة التي شارك في إعدادها 145 خبيراً من 50 دولة، حجر الزاوية لكيان بحثي جديد يشير إلى أن العالم ربما يحتاج إلى اتباع شكل اقتصادي جديد لما بعد النمو من أجل تجنب المخاطر الوجودية التي تشكلها عواقب التلوث وانبعاثات الكربون وتدمير الموائل الطبيعية.
وقال “جوزيف سيتيلي”، الذي شارك في الإشراف على الدراسة، إن “شبكة الحياة المتشابكة على الأرض تضيق وتزداد توتراً”.
وقال العالم البيئي البريطاني،”روبرت واتسون”، الذي يرأس في الوقت نفسه المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، إنه “لن يكون من الممكن بدء إجراءات حماية البيئة واستخدام الطبيعة بشكل مستدام إلا إذا كانت المجتمعات مستعدة لمواجهة المصالح الراسخة التي تبقي على الوضع القائم”.
ورأى “واتسون” أن نتائج التقرير تبعث شيئاً من التفاؤل، كونها تخبرنا كذلك أن الوقت لم يفت لإحداث تغيير، لكن علينا أن نبدأ العمل من أجل ذلك الآن وعلى كافة المستويات.
عذراً التعليقات مغلقة