تظاهرت مئات من عاملات المنازل الأجنبيات في لبنان ضد نظام الكفيل، الذي يعرضهن للانتهاكات من جانب أصحاب عملهم، وتجمعت المتظاهرات في وسط العاصمة بيروت، حيث لا تخضع العمالة المنزلية في لبنان لا لقوانين العمل، وتحصل العاملات على حق الإقامة في البلاد بكفالة من أصحاب عملهم.
وأقيمت المظاهرة على هامش الاحتفال بعيد العمال، ونظّمها مركز العاملات/ العمال المهاجرين (التابع لحركة مناهضة العنصرية)، وجمعية كفى، والمركز اللبناني لحقوق الإنسان، ومؤسسة عامل، ومعظمهن عاملات منازل من إثيوبيا والفلبين وسريلانكا، قالوا إنهن كثيراً ما يتعرضن لاعتداءات جسدية وتعنيف وإساءة اللفظية وسوء تعامل وحرمان من الطعام، وحملت المتظاهرات لافتات كُتب عليها “لا للعبودية ونعم للعدل” و”أوقفوا نظام الكفالة”، الذي يمنح أصحاب العمل السلطة في التحكّم في بقائهنّ على الأراضي اللبنانية، وهو مايجبرهن على الخضوع والإذعان لأهواء ورغبات الكفيل.
ويعيش في لبنان أكثر من 250 ألفاً من عمال المنازل المهاجرين، بينهم أكثر من 186 ألف امرأة يحملن تصاريح عمل، تتحدر غالبيتهن العظمى من إثيوبيا، بالإضافة إلى دول أخرى هي الفلبين وبنغلاديش وسريلانكا، وفق وزارة العمل اللبنانية، ولا يشمل هذا العدد مئات ممن يعملن من دون تصاريح.
وبحسب منظمة العفو الدولية، تتعرض العاملات في لبنان لأشكال عدة من الاستغلال، كإرغامهن على العمل ساعات طويلة بلا استراحة أو إجازة، وعدم دفع أجورهن أو التأخر في دفعها أو حتى اقتطاعها، فضلاً عن مصادرة جوازات سفرهن، ويفاقم فرض أصحاب العمل قيوداً على حرية التنقل والاتصال بعائلاتهن وأصدقائهن من معاناتهن، ما يجعلهن أحياناً في عزلة قسرية.
وكان وزير العمل اللبناني، “كميل أبو سليمان”، قد تعهد بعد توليه منصبه بتحسين ظروف عمل العاملات في الخدمة المنزلية، وشكّل مؤخراً مجموعة عمل تضم ممثلين عن المنظمات والجهات المعنية كلّفها بتقديم اقتراحات لإصلاح نظام الكفالة.
عذراً التعليقات مغلقة