أعلن علماء في الولايات المتحدة أنهم اتخذوا خطوة باتجاه تطوير فحص تشخيصي لمتلازمة الإرهاق المزمن، وهي حالة من الإنهاك وغيرها من أعراض التعب.
وقال الباحثون في كلية الطب في جامعة “ستانفورد” إن “دراسة رائدة شملت 40 شخصاً، نصفهم أصحاء ونصفهم الآخر يعاني من أعراض هذه المتلازمة، قد أظهرت أن الفحص الجاري تطويره للعلامات البيولوجية حدد المرضى بشكل صحيح.
وشمل البحث الذي نشر يوم الإثنين في نشرة “بروسيدينجز” التي تصدرها الأكاديمية الوطنية للعلوم، تحليل عينات دم المتطوعين باستخدام مقياس فحص نانو إلكتروني، يقيس التغير في كميات صغيرة من الطاقة بوصفها دليلاً على صحة الخلايا المناعية وبلازما الدم.
و قد قام العلماء بإجهاد عينات الدم بالملح ثم مقارنة الاستجابات، وقالوا إن النتيجة أظهرت أن عينات دم المصابين بمتلازمة الإرهاق المزمن جميعهم قد شهدت ارتفاعاً كبيراً على المقياس، أما عينات الأصحاء فظلت مستقرة نسبياً.
وقال “رون ديفيس”، أستاذ الكيمياء العضوية والجينات الوراثية وأحد كبيري الباحثين في الدراسة: ”لا نعرف بالتحديد لماذا تتصرف الخلايا والبلازما بهذا الشكل ولا نعرف حتى ماذا تفعل“.
وأضاف: ”لكننا نلحظ اختلافاً واضحاً في طريقة تعامل خلايا الأصحاء وخلايا المرضى بمتلازمة الإرهاق المزمن مع الإجهاد“.
وحذر خبراء آخرون، لم يشاركوا بشكل مباشر في هذه الدراسة، من أن نتائجها تظهر أن الطريق ما زال طويلاً للتوصل إلى مقياس يمكنه تشخيص الإرهاق المزمن والتفرقة بينه وبين أعراض مماثلة أخرى.
وقال “سايمون وسيلي”، رئيس قسم الطب النفسي في معهد لندن للطب النفسي وعلم النفس والأعصاب في كلية كينج بجامعة لندن، إن “الدراسة هي الأحدث ضمن عديد من المحاولات للتوصل إلى مقياس لمتلازمة الإرهاق المزمن، لكنها لم تتمكن من حل مشكلتين رئيسيتين: الأولى، هل يمكن لأي مقياس أن يفرق بين مرضى متلازمة الإرهاق المزمن أو أي أعراض إنهاك أخرى؟ والثانية، هل يقيس سبب المرض وليس نتيجته؟“، مضيفاً أن هذه الدراسة لا تقدم أي دليل على حل أي من تلك المشكلات.
وتشير التقديرات إلى أن متلازمة الإرهاق المزمن، المعروفة أيضاً باسم التهاب الدماغ النخاعي العضلي، تصيب نحو 2.5 مليون شخص في الولايات المتحدة، ونحو 17 مليون على مستوى العالم.
وتشمل أعراض هذه المتلازمة الإنهاك الزائد وألم المفاصل والصداع ومشكلات النوم، والمصاب بهذا المرض غالباً ما يصبح طريح الفراش ولا يمكنه القيام بأي نشاط يومي، حتى الأنشطة الأساسية منها مثل الاغتسال وتناول الطعام وحده.
ولم تستطع الدراسات بعد إيجاد سبب أو تشخيص لهذه الحالة التي قد تضطر المرضى إلى البقاء في الفراش أو في المنزل سنوات.
Sorry Comments are closed