كشف تقرير المحقق الخاص “روبرت مولر” حول تدخل روسيا المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 والذي نشر اليوم الخميس، أنه لم يتمكن بناء على الأدلة من إعلان براءة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من عرقلة العدالة.
وذكر التقرير “لو كانت لدينا الثقة أن نقول بعد التحقيق المعمق في الحقائق أن الرئيس لم يقم بأي عرقلة للعدالة، لقلنا ذلك”، مضيفاً “ولكن استنادا إلى الحقائق والمعايير القانونية المطبقة، لم نتمكن من الوصول إلى ذلك الحكم”. بحسب فرانس 24.
وأضاف التقرير أن “ترامب سعى قبل نحو عامين إلى عزل المحقق الخاص”، مشيراً إلى أن جهود الرئيس الأميركي “لعزل مولر جاءت بعد تقارير صحافية بأن الرئيس يخضع للتحقيق معه بتهمة عرقلة العدالة”.
وبحسب التقرير فإن ترامب اتصل بمحامي البيت الأبيض “دون ماكغاهن” في منزله “وأمره بالاتصال بوزير العدل بالإنابة ليقول له إن للمحقق الخاص مصالح متضاربة ويجب عزله”، لكن المستشار ماكغاهن رفض تنفيذ أمر ترامب بإقالة مولر.
وذكر التقرير أن ترامب اعتقد أن تعيين محقق خاص يشرف على التحقيق الاتحادي في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 ينذر بنهاية رئاسته، حيث قلق ترامب عندما أبلغه وزير العدل السابق “جيف سيشنز” بتعيين مولر، في أيار/ مايو 2017، وقال ترامب وقد رجع بظهره للوراء على مقعده “يا إلهي. هذا أمر فظيع. هذه نهاية رئاستي. لقد انتهيت”، ثم سأل ترامب وزير العدل، الذي وبخه على مدى شهور لتنحيه عن التحقيق الروسي “كيف سمحت بحدوث هذا يا جيف؟” مضيفا أن الوزير تخلى عنه.
ويوضح تقرير مولر السبب وراء قدرة الكونغرس على التحقيق واتخاذ إجراءات ضد ترامب بسبب عرقلة العدالة، وأشار التقرير مستشهداً بالسوابق القانونية، إلى سلطة الكونغرس في ظل الضوابط والتوازنات للتحقيق مع الرئيس وإمكانية عزله بسبب عرقلة العدالة.
وقال التقرير إن “النتيجة التي تفيد أن الكونغرس قد يطبق قوانين العرقلة على ممارسة الرئيس الفاسدة لصلاحيات المنصب تتوافق مع نظامنا الدستوري من الضوابط والتوازنات، ومبدأ أنه لا يوجد شخص فوق القانون”.
واعتبر مولر أن ردود ترامب الخطية على أسئلته “غير كافية”، وأوضح التقرير أن مولر طلب مقابلة مع ترامب، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم إصدار أمر استدعاء للمقابلة. وكتب أنه سعى لإجراء مقابلة مع الرئيس لأكثر من عام، بدءاً من ديسمبر 2017، واعتبر المقابلة “حيوية لتحقيقنا”.
ووافق المحقق الخاص على تلقي ردود مكتوبة من ترامب ، لكنه “رأى أن الإجابات المكتوبة غير كافية”. وقال: “لاحظنا ، من بين أشياء أخرى ، أن الرئيس ذكر في أكثر من 30 مناسبة أنه لا “يتذكر” أو “يتذكر” أو “يتذكر بشكل مستقل” المعلومات التي طلبتها الأسئلة. الإجابات الأخرى كانت غير مكتملة أو غير دقيقة”.
ورأى مولر أن تصريحات ترامب كان يمكن اعتبارها إعاقة للعدالة، بسبب السلطة التي يملكها. وقال: “في حين أنه قد يكون من الصعب إثبات أن الأفعال التي تواجه الجمهور كانت مدفوعة بقصد فاسد، فإن سلطة الرئيس في التأثير على الإجراءات والأشخاص والأحداث تعززها قدرته الفريدة على جذب الانتباه من خلال استخدام الاتصالات الجماهيرية”.
وتابع: “على الرغم من أن سلسلة الأحداث التي حققنا فيها تنطوي على أعمال منفصلة، على سبيل المثال فصل مدير الأف بي أي جيمس كومي، وجهوده لتوقيف المحقق الخاص روبرت مولر، من المهم أن ننظر إلى سلوك الرئيس ككل.
يلقي هذا النمط الضوء على طبيعة تصرفات الرئيس والاستنتاجات التي يمكن استخلاصها بشأن نيته”.من جهته، قال الرئيس الأميركي في أول تعليق على إعلان نتائج التحقيق، إن “اللعبة انتهت”. ونشر ترامب على “تويتر” صورة له كُتب عليها “لا تواطؤ. لا عرقلة لسير العدالة. إلى الكارهين ومتطرفي اليسار الديموقراطي. اللعبة انتهت”.
https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1118876219381026818
وأنهى المحقق الخاص “روبرت مولر” الذي كان مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، تحقيقاً دام حوالي عامين تخللهما توجيه الاتهام إلى عشرات الشخصيات الأمريكية والروسية بينهم مساعدون مقربون من الرئيس ترامب للبحث عن حقيقة التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية عام 2016، وقام بتسليم تقريره النهائي إلى وزير العدل بيل بار قبل شهر ليفرج عنه الأخير اليوم.
عذراً التعليقات مغلقة