معتقلات سابقات يتدربن على الخياطة بعد نجاتهن من سجون الأسد

فريق التحرير11 أبريل 2019آخر تحديث :
تتعلم السيدات في المشغل الخيري على حياكة وتفصيل الألبسة – عدسة علاء فطراوي – حرية برس©

علاء فطراوي – إدلب – حرية برس

افتتح يوم الأربعاء، مشغل خيري للتدريب على الخياطة في مدينة “معرتمصرين” بريف ادلب الشمالي بدعم من مؤسسة “مداد” وبرعاية منظمة “IHH” التركية لتستفيد منه فئة من السيدات ولتوفير خبرة كاملة في كافة مجالات الخياطة.

الأستاذ “ابراهيم الحسن” مسؤول العلاقات العامة في مؤسسة “مداد” قال في حديثه لـ”حرية برس” إن “هذا المشروع يستهدف الأسيرات المحررات من سجون نظام الأسد وزوجات المعتقلين ويمتد التدريب لمدة شهر واحد وبعدها تنتقل السيدات ممن ثبتت كفاءتها للعمل مع المؤسسة بصفة موظف في المشغل بما يضمن دخلاً ثابتاً ومصدراً جيداً للعيش لها ولعائلتها”.

وأكد “الحسن” أن “الهدف من هذه الأنشطة ضمن رسالة المؤسسة المتمثلة ببناء الانسان وتخفيف آثار الحرب التي تدور منذ ثمان سنوات التي كانت السيدة السورية إحدى ضحاياها”. 

وأضاف “الحسن” أنه “يتم الإعداد لإنشاء مشغل أعمال فنية من السيراميك، في منطقة معرة النعمان في خطوة تهدف الى توسيع نطاق الشريحة المستهدفة وسيتم الالتزام مع المتفوقات بعقود عمل مع المؤسسة بما يضمن مصدراً للعيش الكريم”.

من جهتها قالت السيدة “منال بدوي” وهي إحدى المتدربات في المشغل “أنا كنت معتقلة في سجون الأسد وخرجت ولكن زوجي مايزال معتقلاً منذ العام 2012، ولدي تسعة أبناء بينهم أرملة شهيد ولديها طفلان، أعاني من ثقب في المعدة ولدي ولد يحتاج لتركيب قرنية بشكل عاجل، ولا أمتلك أي مؤهل علمي أو مهني”.

وأضافت “فور معرفتي بالدورة بادرت للتسجيل بها، كي استفيد واتعلم مهنة يمكن أن تكون مصدر عيشي ورزقي أنا وأبنائي وتكفيني الحاجة، وبدأت أتعلم شيئاً فشيئاً على أمل أن اتعلم المهنة وأحصل على الوظيفة التي أسعى من خلالها تحسين ظروفي المعيشية والاعتماد على نفسي”.

“أم محمد” أيضاً كانت من بين المنتسبين للدورة قالت “بحثت عن أي فرصة عمل لكن لم أنجح، خصوصاً أن مجتمعنا يفرض قيوده وعاداته وتقاليده المحافظة على النساء، وقد وجدت في هذه المشغل فرصة لي لتعلم مهنة تكون سنداً لي، خصوصاً أن هذه المهنة أستطيع نقلها لمنزلي والعمل هناك قرب أطفالي”.

وتعيش عشرات العائلات التي فقدت معيلها في محافظة إدلب، معتمدة على السلال الإغاثية والمساعدات الإنسانية، حيث الإمرأة هي معيل الأسرة الوحيد على الرغم من أنها لاتملك تملك خياراتٍ في العمل في ظل الظروف المعيشية القاسية التي تعصف بالبلاد، الأمر الذي أجبر أغلب المنظمات الخيرية والانسانية للبحث عن حلول ذات فائدة طويلة بعيداً عن السلة الغذائية والمساعدات العينية نحو التنمية المستدامة.

سيدات يتدربن على قص القماش وأخذ القياسات لتفصيل الألبسة في أحد الدروس التي يقدمها المشغل – عدسة علاء فطراوي – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل