حرية برس – ترجمة: زينة الحمصي
التقت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” أحد المرتزقة الأفغان الذين زجت بهم إيران للقتال في صفوف جيش الأسد، ويروي “أمير”، المقاتل الأفغاني المقيم حالياً في قرية صغيرة في ألمانيا لـ “بي بي سي” أن إيران تجند الرجال المهاجرين الذين يُعدون من الطبقة الفقيرة في إيران، وينتمون بالأصل إلى عشيرة الهزارة العراقية، للانضمام إلى ميليشيا شيعية متعددة الجنسيات مهمتها دعم جيش الأسد.
يستطرد “أمير” في حديثه، مشيراً إلى أن معظم الأفغان المقيمين في إيران، الذين يُقدّر عددهم بثلاثة، ملايين يُعَدون بشراً من الفئة الثانية، حيث أنهم لا يمتكلون أوراقاً ثبوتية ولا يستطيعون ممارسة حياتهم أسوة ببقية السكان المحليين، ولا حتى شراء بطاقات للهواتف المحمولة، ويجدون صعوبة في الحصول على التعليم أو إيجاد وظيفة، كما يواجهون يومياً خطر الاعتقال أو الترحيل.
إلا أن هذا الواقع تغيّر، يقول “أمير”، عندما التقى في المسجد مجموعة من الأفغان المقربين من الحرس الثوري الإيراني، واقترحوا عليه الذهاب إلى سوريا للدفاع عن الأضرحة والمقدسات الشيعية من هجمات “داعش”، مؤكدين له أنه سيحصل على جواز سفر وحياة رغيدة كأي مواطن إيراني.
يتابع “أمير” شرح تجربته بعد انضمامه إلى لواء “فاطميون” التابع للحرس الثوري الإيراني: “جُنِّدَ ما يصل إلى ألفي مقاتل أفغاني، وجرى تدريبهم بشكل سري مدة أسبوعين على استخدام الأسلحة، ثم صودرت الهواتف المحمولة ونقل المجندون إلى سوريا في طائرات خاصة، على الرغم من عدم حصولهم على جوازات سفر”.
ويضيف أمير: “وصلت أول مجموعة أفغانية إلى سوريا في عام 2012، وذلك بعد أن تأكد الحرس الثوري الإيراني من أن جيش الأسد لا يمكنه أن ينجح بمفرده، وهنا قرر الإيرانيون تشكيل قوة تتألف من 50000 جندي للقتال إلى جانب قوات الأسد”.
وبحسب رواية أمير فقد هرب عديد من المجندين الأفغانيين من الحرب وطلبوا اللجوء في أوروبا، بعد أن وضعهم الحرس الثوري الإيراني في الصف الأول في الحرب قوات صدم، وذلك للتخلص منهم بشكل واضح.
كما قال المجندون الأفغان إن قاداتهم أجبروهم على القيام بعمليات خطيرة، برغم عدم توفر الماء والطعام في الأحيان معظمها. وبعد نجاحهم في المهمات الخطيرة، كانوا يسلمون الأرض إلى جيش الأسد الذي سرعان ما كان يخسرها أمام “داعش” خلال أيام.
ويختتم “أمير” لقاءه مع “بي بي سي” بقوله إنه لا توجد أرقام دقيقة لعدد الأفغانيين الذين زجّت بهم إيران في الحرب السورية، لكن أفاد تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” أن الحرس الثوري الإيراني جند 10000 مقاتل أفغاني.
ومن جهتها نفت وزارة الخارجية الإيرانية تجنيد أي أفغاني بصفة رسمية، مؤكدة أنهم ذهبوا متطوعين من تلقاء أنفسهم للدفاع عن المقدسات الشيعية.
- المصدر: هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”
عذراً التعليقات مغلقة