ياسر محمد – حرية برس
كثفت دولة الاحتلال الإسرئيلي جهودها السياسية والعسكرية في محاولة لقطع الطريق على كل الأطراف الداخلية والخارجية الضالعة في الحرب السورية، ووأد طموحات الثورة السورية، مستغلة سطوتها على القرارين الأميركي والروسي، ومتذرعة بالاحتلال الإيراني لسوريا بدعم ودعوة من نظام الأسد.
فبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة، مطلع الأسبوع الجاري، شنت مقاتلات “إسرائيلية” مساء أمس الأربعاء غارات جوية على مدينة حلب استهدفت مواقع وميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وتزامناً مع استهدافها العسكري المتكرر للوجود الإيراني بسوريا، فقد قدمت “إسرائيل” خطة لروسيا وأميركا تستهدف طرد إيران نهائياً من سوريا.
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي بارز، أمس الأربعاء، قوله إن بنيامين نتنياهو اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين الماضي، “خطة لحل النزاع السوري”. وأكد المسؤول الإسرائيلي أن بوتين أبدى اهتماماً بالخطة الإسرائيلية، كاشفاً أن الخطة تقضي بانسحاب القوات الإيرانية من سوريا، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، مرجحاً أن تتبع “إسرائيل” وروسيا والولايات المتحدة نهجاً ثلاثياً لحل الأزمة السورية.
وكان بوتين أكد الشهر الماضي أنه بحث مع نتنياهو أثناء قمتهما تشكيل “مجموعة عمل” لإخراج كل “القوى العسكرية من الأراضي السورية”، وكشف بوتين أن فكرة المجموعة تكمن في بحث تطبيع الأوضاع النهائي في سوريا من قبل النظام والمعارضة في سوريا إضافة إلى الدول الإقليمية والأطراف المنخرطة والمهتمة بالصراع السوري “بعد القضاء على آخر بؤر الإرهاب”. وكشف مسؤول إسرائيلي بارز حضر القمة أنه “تم اتخاذ قرار بتشكيل فريق عمل بمشاركة روسيا وإسرائيل وعدد من الدول الأخرى لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سورية”، وحول تلك المجموعة قال بوتين: “في ما يخص مجموعة العمل، فإن الفكرة تتلخص في تشكيل هيكل عملي يتعامل مع التطبيع النهائي للأوضاع بعد القضاء آخر بؤر الإرهاب”، موضحاً أنه يضم “كافة الأطراف المعنية”.
وكانت “إسرائيل” نجحت في فرض إرادتها على ملف تسوية الجنوب السوري العام الماضي، إذ لم تستطع روسيا فرض “مصالحات” على سكان تلك المناطق إلا بعد إبعاد ميليشيات إيران مسافة 40 كم عن حدود “إسرائيل”، وفق الاشتراط “الإسرائيلي”.
إلا أن دولة الاحتلال لم تكتف بهذا الإبعاد، وتصر على إنهاء الاحتلال العسكري الإيراني لمناطق في سوريا، وتجلى هذا الإصرار بضربات أمس الجوية التي استهدفت مواقع في مدينة حلب ومحيطها (مطار حلب الدولي، المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، مطار النيرب) وهي مناطق يُعتقد أن ميلشيات إيران تتموضع فيها.
وقال العميد المنشق أحمد رحال، إن الضربات الجوية “الإسرائيلية” استهدفت مواقع تخزين أسلحة ومعسكرات إيرانية تابعة لما يسمى “فيلق القدس”، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وذهب محللون إلى تأكيد عقد صفقة “روسية- إسرائيلية” تقضي بإخراج إيران من سوريا، مدللين بعدم تفعيل صواريخ إس-300 الروسية للرد على الغارات “الإسرائيلية”، وذلك على الرغم من نفي موسكو تسلم خطة من نتنياهو لتسوية “النزاع السوري”.
عذراً التعليقات مغلقة