شادي الدبيسي – السويداء – حرية برس:
علمت “حرية برس” من مصادر خاصة، وصول أوامر من العاصمة دمشق، في نهاية شهر شباط الماضي، إلى أحد أفواج المدفعية في محافظة السويداء، تقضي بقصف المدينة بقذائف الهاون، إلا أن ضباط وعناصر الفوج رفضوا تنفيذ تلك الأوامر.
وقال مصدر خاص لحرية برس- طلب عدم الكشف عن اسمه- إن “برقية صدرت من العاصمة دمشق، يوم الثلاثاء 26/2/2019، وصلت إلى فوج المدفعية في بلدة ’المجدل’ في ريف السويداء الغربي، تقضي بإعطاء فوج المدفعية الموجود في بلدة ’عرى’ غرب السويداء، التابع للفوج الرئيس في بلدة ’المجدل’، أوامر بقصف مدينة السويداء بقذائف الهاون”.
وأردف المصدر أن “عناصر وضباط فوج المدفعية في بلدة ’عرى’، الذين ينتمي غالبيتهم إلى محافظة السويداء، رفضوا تنفيذ الأمر العسكري بقصف المدينة”، مشيراً إلى أنه جرى “استبدال رماة المدفعية من العناصر والضباط الذين رفضوا تنفيذ الأمر العسكري، ونقلهم إلى مواقع أخرى داخل الفوج ذاته”.
وأوضح المصدر أن “مدافع الفوج في بلدة ’عرى’ نُصِبت منذ ما يزيد عن شهرين باتجاه مركز مدينة السويداء، لتأتي أوامر من العاصمة دمشق بتجهيز مدفعين عيار (120مم)، لضرب هدفين في داخل المدينة”، وبيّن المصدر أن “الهدفين اللذين أراد نظام الأسد قصفهما يقعان في قلب مدينة السويداء، يبعد الأول منهما عن مبنى الشرطة العسكرية قرابة مئة متر، ويقع الثاني على بعد مئة متر من مبنى محافظة السويداء”.
وكشف المصدر عن وجود راجمة صواريخ في بلدة “ذيبين” في ريف السويداء الجنوبي الغربي، مجهّزة بأربعين قذيفة وموجّهة باتجاه المحافظة.
وكان نظام الأسد قد قصف محافظة السويداء بقذائف الهاون مرات عدة خلال السنوات الفائتة، حيث كانت تطلقها أفواجه العسكرية المتواجدة على حدود المحافظة، وذلك في محاولة منه لاتهام فصائل “الحر” التي كانت تسيطر على محافظة درعا حينها، بقصف المدينة، بهدف إشعال فتنة بين الجارتين درعا والسويداء.
يجدر ذكر أن نظام الأسد أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة السويداء في الشهر الفائت، ضمت مئات العناصر والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، عزز فيها نظام الأسد تعداد عناصره وتجهيزاتها على عدد من حواجزه المنتشرة في محافظة السويداء.
وكانت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دارت يوم الجمعة الفائت، بين مدنيين من أهالي السويداء وعناصر حاجز ظهر الجبل في المدينة، وذلك بعد رفض الشاب “وجدي أشتي” إعطاء عناصر الحاجز هويته الشخصية، وأصيب جراء الاشتباك عنصران من أجهزة أمن الأسد، فضلاً عن إصابة “أشتي” بجروح بليغة، فقد حياته على إثرها في اليوم التالي، ليعود ذويه ويهاجموا الحاجز ذاته من دون وقوع إصابات بشرية، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
يشار إلى أن مجموعات “الشريان الواحد” المكونة من تجمع فصائل محلية عدة في السويداء،كانت قد حذّرت جيش الأسد من مغبة قيامه باعتقالات تعسفية، أو محاولته إحداث بلبلة في محافظة السويداء، وفق بيان أصدرته المجموعات في وقت سابق.
عذراً التعليقات مغلقة