كشف “المرصد الاستراتيجي”، اليوم الأربعاء، أن زيارة بشار الأسد إلى إيران كانت بهدف طلب المساعدة لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنظام، حيث وضعت طهران عدة شروط للاستجابة إلى طلب الأسد.
وذكر “المرصد”، في تقرير له نقلاً عن مصادر مطلعة في دمشق، أن زيارة بشار الأسد إلى طهران جاءت “من الحدة في القصر الجمهوري حول سبل معالجة أزمة المحروقات الخانقة واحتواء السخط الشعبي المتنامي في المناطق الخاضعة للنظام”.
وأضاف أن “الأزمة الاقتصادية في مناطق النظام تأتي بسبب توقف إيران عن تزويد النظام بالمشتقات النفطية منذ شهر أكتوبر الماضي، التي يعتمد عليها في توفير احتياجاته من المحروقات.
وبحسب التقرير، يتوقع مستشارو اﻷسد وقوع أزمة اقتصادية أشد وطأة في المرحلة المقبلة، يمكن أن تنتج عن نقص منتجات أساسية مثل القمح والقطن، إضافة إلى المحروقات، حيث كان النظام يعول على اتفاق مع الميليشيات الكردية التي تسيطر على حقول النفط والأراضي الخصبة شرقي الفرات.
إلا أن تراجع أمريكا عن تنفيذ الانسحاب، وإفشالها الوساطة المصرية بين دمشق و ميليشيا “قسد”، ووقفها مسار تطبيع بعض الدول الخليجية مع النظام، وما اتخذته واشنطن من إجراءات قانونية لتضييق الخناق على النظام، قد أفشلت محاولات بشار الخروج من أزمته ودفعته للهرولة إلى إيران طالباً المساعدة.
ووفقاً للمصادر فإن “مستشاري القصر حذروا بشار من أن الحكومة ستضطر في الأسابيع المقبلة إلى استيراد المواد الأساسية بالعملة الصعبة، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من التضخم، وإلى خفض الإنفاق الحكومي بنسبة 20%”.
شروط خامنئي على بشار الأسد
وبعيداً عن مشاهد العناق الحميمية والابتسامات الفاقعة أمام العدسات، فوجئ بشار الأسد بصلابة المرشد “علي خامنئي”، وإسهابه في الحديث عن فضل إيران في الإبقاء على نظامه، وتذكيره بما قدمته إيران -له شخصياً- على امتداد الأعوام الثمانية الماضية، كما أنّبه على أن الشارع اﻹيراني غاضب بسبب دفع اﻷموال للميليشيات في سوريا ﻹنقاذ نظامه.
ووضع “خامنئي” على اﻷسد أربعة شروط لإخراجه من أزمته الاقتصادية وهي: رد جميل إيران عبر إرساء كافة عقود إعادة الإعمار وعقود تطوير المشاريع الزراعية والصناعية والنقل وبناء الجيش على الشركات الإيرانية، ودمج الميليشيات اﻹيرانية في جيش نظام الأسد لتخفيف العبء المالي عن طهران، ومنح عوائلهم الجنسية السورية.
كما اشترط خامنئي دعم خطة سليماني لنشر ميليشيا “الحشد الشعبي” على طول الحدود السورية العراقية، ومشاركة جيش النظام في تطهير البادية السورية من العشائر المحلية الرافضة تلك الخطة، والالتزام بإبقاء 5000 عنصر من مليشيا حزب الله غربي البلاد، وإعطائهم وضعية تفضيلية مماثلة لتلك التي تحصل عليها القوات الروسية.
وفي حال التزم بشار الأسد بتلك الشروط، أكد خامنئي أن إيران ستستأنف نقل المحروقات براً عبر الأراضــي العراقية، بحسب تقرير المرصد، إضافة إلى أن إيران ستحتاج إلى ميليشيا “الحشد الشعبي” وجيش النظام للسيطرة على المعابر الحدودية مع العراق بهدف استبدال الشحنات البحرية بالبرية عقب اعتراض الولايات المتحدة المتكرر للسفن الإيرانية المتجهة نحو الموانئ التي يسيطر عليها النظام.
يُذكر أن السوريين في مناطق سيطرة النظام يعشيون أزمة معيشية جراء ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، طوابير حاشدة من المدنيين في عدد من المحافظات السورية ينتظرون الحصول على أسطوانات الغاز رغم برودة الطقس.
عذراً التعليقات مغلقة