وليد أبو همام – حرية برس:
كان ’’أحمد محمد المبارك الدرويش‘‘ عضو مجلس شعب في السابق، حاله حال أكثرية متزعمي المجموعات التشبيحية التابعة لنظام الأسد، الذين يحصلون على الشرعية والقوة منه، ليكون أداته التي تنفذ كافة الأعمال الإجرامية.
ومع بداية الثورة السورية، سلب من شقيقه ’’فواز‘‘ لقب شيخ عشيرة ’’بني عز‘‘ بصفته عضواً في مجلس الشعب التابع لحكومة النظام، ليعمل بعدها على تهميش أشقائه الأكبر سناً.
لم يراعِ الدرويش حرمة الدماء، ورغم أن شقيقه ’’شلاش‘‘ قتل في قصف لقوات نظام الأسد على قرية “أبو دالي” من حاجز قرية “الطليسية” الموالية للنظام، إلا أن الرجل الأهم من “أحمد الدرويش” كان شقيقه.
عمل الدكتور ’’دهام الدرويش‘‘، المقيم في بريطانيا، على دعم شقيقه ليصل إلى مجلس الشعب، حيث تربطه علاقة قديمة بوالد “أسماء الأخرس”، زوجة رأس النظام بشار الأسد، ويعمل معه في المشفى ذاته في بريطانيا.
لا يخفى على أحد تاريخ “أحمد الدرويش” الأسود وخاصةً في مجال النصب والاحتيال، وفي مرة احتال على تجار عراقيين واشترى 400 رأس غنم بعد سقوط نظام صدام حسين لم يدفع ثمنها.
وبعد أن دخل إلى مجلس الشعب التابع لحكومة النظام في أواخر التسعينات بدعم من شقيقه دهام، بدأ باستغلال منصبه في الرشاوى والوساطات وتجاوز القوانين.
ومع انطلاق شرارة الثورة السورية، أعلن الدرويش مباشرةً تأييده لنظام الأسد والبدء بتشكيل مجموعات ’’تشبيحية‘‘ مسلحة موالية له، كان جُلها في حلب وإدلب وحماة، كما جعل “أبو دالي” معبراً تجارياً مستغلاً وضعها الجغرافي، حيث فرض عمولات على كل ما يدخل إلى المناطق المحررة من محروقات ومواد غذائية وتجارية، وخاصةً المحروقات، حيث أنه يسيطر عليها بشكل كامل ويعمل على بيعها بأسعار مضاعفة.
لم يقتصر عمل الدرويش مع جهة محددة، بل كان يعمل مع جميع الأطراف، ومن ضمن ذلك أيضاً صفقات السلاح والمحروقات الكبيرة مع تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘.
كما عمل أيضاً على تهميش دور العشائر بسبب عدم دعمهم له أو دعم نظام الأسد على وجه الخصوص، وعدم رفده بعناصر من أبناء العشائر وخاصةً ’’الموالي‘‘، ولذلك كان ضعيف الموقف ولا يحظى بقاعدة شعبية كبيرة، ففي كل مرة تعرضت قريته للهجوم كان ذلك بمساعدة العشائر، لذلك سقطت “أبو دالي” أكثر من مرة في أيدي الثوار، لا سيما أن داعميه هم أقاربه فحسب، ولا يتجاوز عددهم 50 عنصراً، وما تبقى منهم كانوا مطلوبين.
ويقول ’’وائل أبو أحمد‘‘ أحد المنشقين عن جيش نظام الأسد، إن الدرويش كان يمر على الأفرع الأمنية ويقدم ما لديه من معلومات، إذ كان عين تلك الأفرع في المنطقة.
ويبلغ عدد عناصره قرابة 500 عنصر، يمولهم الدرويش من الأتاوات المفروضة على الناس، حيث شكل فوج ’’المبارك‘‘ الذي يتبع مباشرةً لـ’’سهيل الحسن‘‘.
كان للدرويش دور كبير في احتلال ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي، اللذين يعدان معقلاً لقبيلتي الموالي والحديدين، حيث يعتقد أنه بهذا قد أخذ ثأره من العشائر بعد اقتحام ’’هيئة تحرير الشام‘‘ الأخير قرية “أبو دالي” وعدم مناصرة أي عشيرة له، إنما على العكس كان أغلب المشاركين في تحريرها من أبناء العشائر.
وبعد سيطرة الاحتلال الروسي على غالبية الأراضي السورية، بدأ نظام الأسد بتهميش شخصيات عديدة، أمثال الدرويش وغيره، وتجريدهم من صلاحياتهم التي كانت غير محدودة.
ويقيم الدرويش حالياً في منزله في “كفر راع”، وبحسب الأقوال فإن معظم عناصره جُرّدوا من البطاقات الأمنية والسلاح الثقيل، ومنذ عدة أيام حضرت قوة روسية إلى منزله وصادرت جميع الأسلحة والذخائر الموجودة لديه، لينتهي بذلك دوره بصفته أداة قتل وقمع لدى النظام، وتسقط ورقته كباقي من سبقه من رؤوس الشبيحة.
عذراً التعليقات مغلقة