ياسر محمد- حرية برس
في خطوة متوقعة، أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد رسمياً، اليوم الخميس، وأعادت افتتاح سفارتها بدمشق.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن وزارة الخارجية أعلنت إعادة فتح سفارة البلاد في دمشق اليوم الخميس، علماً أن السفارة مغلقة منذ بدايات الثورة السورية عام 2011. وقالت وزارة الخارجية إن القائم بالأعمال باشر مهام عمله اعتباراً من اليوم.
وأضافت أن “هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي… ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري”، وفق وكالة رويترز.
أما وكالة “سانا” الناطقة باسم نظام الأسد، فنقلت عن القائم بالأعمال، عبد الحكيم النعيمي، في تصريح للصحفيين في مقر السفارة بدمشق ظهر اليوم: “إن عودة العمل في السفارة الإماراتية هي دعوة لعودة العلاقات وفتح سفارات الدول العربية الأخرى.. وهو ما يعني -وفق محللين- أن الإمارات تقود حملة تطبيع مع نظام الأسد.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال في تصريحات عقب الإعلان عن فتح السفارة، إن “الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي”.
خطوة أبو ظبي سبقها تمهيد عبر سنوات، تكثف في الأشهر الأخيرة، فقبل أيام دخلت قافلة تجارية إماراتية الأراضي السورية من خلال معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن، حملت بضائع ومواداً غذائية.
وكانت مصادر دبلوماسية أشارت قبل أشهر إلى أن رئيس الاستخبارات الإماراتي علي محمد الشامسي التقى في دمشق مدير مكتب الأمن الوطني السوري “علي مملوك” لمناقشة إعادة العلاقة الدبلوماسية بين الطرفين، فيما أعلن نظام الأسد استئناف الرحلات الجوية بين مدينتي اللاذقية وإمارة الشارقة في الاتجاهين.
وسبق هذه المبادرات تجاه نظام بشار الكيماوي، تصريح مثير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الذي أكد في مقابلة صحفية في يونيو/حزيران الماضي أنه كان من الخطأ إقصاء سوريا من الجامعة العربية، وأن العالم العربي “يجب أن يعمل مع دمشق على الفور”!.
كتاب وسياسيون سوريون وعرب، استنكروا الخطوة الإماراتية، ولكنهم لم يستغربوها كون دولة الإمارات تقود “الثورات المضادة” في بلدان الربيع العربي.
المحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، علق بالقول: “الإمارات تفتح سفارتها في دمشق اليوم، بحسب نظام بشار. مسلسل تأهيل النظام عربيا ماضٍ على قدم وساق. زيارة البشير كانت البداية، لكن زيارة علي مملوك للقاهرة كانت مؤشرا أكثر أهمية. تناقضات الإقليم تزداد رسوخا، والحريق لم يقترب من نهايته بعد”.
فيما رأى الكاتب والسياسي السوري، عبد الرحمن الحاج، أن الإمارات “لطالما كانت تقود قاطرة الثورة المضادة وفعلت المستحيل لعرقلة انتصار الثورة السورية، كانت تريد من الثورة أن تكون أداة لمواجهة إيران.. ليس غريبا أن تكون أول دولة تعيد افتتاح سفارتها في دمشق”.
وفي المعنى نفسه، كتب الصحفي محي الدين لاذقاني: “إعادة الإمارات سفيرها لدمشق خطوة ليست مفاجئة فهي أم الثورات المضادة وممولة معظم عملياتها.. مصر، ليبيا، اليمن، وطبعا سوريا”.
ورداً على الذريعة الإماراتية القائلة بأن احتواء نظام الأسد يهدف لكبح مطامع إيران في المنطقة، قال السياسي محمد صبرا: “الرهان على أن استئناف العلاقات الديبلوماسية مع المجرم بشار سيحد من النفوذ الإيراني ويعيده للحضن العربي هو رهان واهم.. بشار قاتل وقتل السوريين بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، وهو أساس نفوذ إيران في سورية ولا سبيل للحد منه سوى بالإطاحة ببشار، وعودة العلاقات معه سيؤدي لتثبيت نفوذ إيران”.
ولم يصدر لحد اللحظة رد عن مؤسسات المعارضة السورية، إلا أن الناطق باسم “هيئة التفاوض”، ألمح من غير تصريح، فكتب في صفحته الرسمية على تويتر: “مَن خسر وطناً، لا يضيره خسارة إمارة كذب”!. .
ويرى مراقبون أن افتتاح السفارة الإماراتية بدمشق، والذي سبقه قبل أيام زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للعاصمة السورية، يشير إلى أن مساعي تقارب الأنظمة العربية مع نظام الأسد قابلة للتوسع وقد تكون مصر ودول خليجية أخرى مثل البحرين، في قلب هذه المساعي خلال الفترة المقبلة.
عذراً التعليقات مغلقة