حرية برس:
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن مساعٍ تقودها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لعقد اتفاقات مع نظام الأسد وموسكو من أجل ملء الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.
وأجرت الصحيفة الأمريكية مقابلةً مع القائد العام لمليشيا “قسد”، “مظلوم كوباني” ونقلت عنه قوله، إن “قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا لم يكن متوقعاً، والولايات المتحدة الأمريكية كانت حتى وقت قريب تؤكد لنا التزامها بوعودها، ونحن في المقابل كنا نلتزم بكافة وعودنا”.
مؤكداً بحسب الصحيفة أن “قرار دونالد ترامب كان صدمةً لهم، وأنهم لم يكونوا مستعدين لهذا الاحتمال”، مضيفاً أنه “قبل قرار ترامب بأسبوع على وجه التقريب، زار المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، مناطق شرق الفرات، وأكد أن القوات الأمريكية لن تنسحب قبل القضاء على تنظيم داعش نهائياً، إلى جانب إخراج القوات الإيرانية، وإيجاد حلٍّ سياسي للأزمة السورية”.
وأشار القائد العام للمليشيا التي تسيطر على أجزاء كبيرة من مناطق شرقي الفرات، في حديثه للصحيفة، أن المليشيا تسعى إلى الوصول إلى اتفاق مع نظام الأسد وروسيا للتعويض عن وجود القوات الأميركية التي أعلنت بدء انسحابها من سوريا بعد قرار الرئيس “دونالد ترامب”.
وفي السياق، كشفت تقارير إعلامية عن زيارة وفد من مليشيا حزب العمال الكردستاني “PKK” إلى دمشق للقاء مسؤولين في نظام الأسد، وزيارة قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية للقاء مسؤولين روس، للتباحث حول قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وأعلنت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘، قبل أيام عن استعدادها لرفع علم نظام الأسد على المؤسسات الرسمية في مدينة منبج في ريف حلب، وذلك بعد قرار الانسحاب الأمريكي.
ونقلت وكالة ’’سبوتنيك‘‘ عن ’’جيهان أحمد‘‘، المتحدثة باسم مليشيا ’’قسد‘‘، أن ’’قوات سوريا الديمقراطية لا تعارض رفع علم النظام في منبج‘‘، مضيفةً: ’’نحن ليس لدينا مشكلة مع النظام، وقد جلست الجهات المفاوضة التي تمثل مجلس سوريا الديمقراطية مع ممثلين عن النظام عدة مرات‘‘. وأضافت القيادية في مليشيا ’’قسد‘‘: ’’نحن جزء من سوريا ولسنا من دعاة الانفصال، لكننا نريد أن يكون هناك اتفاق بشأن الإدارة الذاتية وتقرير شؤوننا الخاصة ضمن سوريا الحرة‘‘، حسب تعبيرها.
وأردفت ’’في حال حدوث ذلك لن نقف ضده، ولكن الأفضلية لمصلحتنا بالوصول إلى ديمقراطية لامركزية ضمن سوريا. لا نريد أن نكون ضمن دولة منفصلة، أو ضمن انقسام أو غير ذلك، نحن نريد أن نحصل على إدارة ذاتية في منطقتنا فقط، وليس لدينا أي مشكلة في العلم الذي سنرفعه,” مؤكدة أنهم لا يخوضون حرباً مع النظام بحد ذاته، بل يسعون إلى حماية المنطقة ودرء الخطر عنها.
وسبق أن التقت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ وفداً من قوات نظام الأسد، في مطار مدينة القامشلي، حيث جرى التفاوض على تسليم النظام حقول نفط، في حين لم تتبين ماهية المباحثات أو النتائج التي تم التوصل إليها.
وأعلن البيت الأبيض، يوم الأربعاء الفائت، أن قواته بدأت بالانسحاب من سوريا، موضحاً أن بلاده انتصرت على ’’تنظيم الدولة‘‘، ومؤكداً أن النصر لا يعني نهاية التحالف الدولي أو حملته، كما أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في وقت سابق عن بدء عملية عسكرية في منطقة شرقي الفرات ضد مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
عذراً التعليقات مغلقة