مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:
يعمل الطفل أحمد ذو الثلاثة عشر ربيعاً في جمع القصب لإعداد الحصر والأسقف والأرضيات، متحدياً صعوبة الأوضاع المعيشية مع نزوحه من قريته “الكريم” في سهل الغاب التي احتلتها قوات الأسد في العام 2015، وذلك بعد أن بات حلم العودة إلى مقاعد الدراسة بعيداً جداً، حيث تتلخص أحلامه اليوم بأدوات بسيطة تسهل عليه عمله الشاق من أجل إعالة أسرته.
ويقول الطفل “أحمد” لحرية برس إنه، يقطع مسافات طويلة يومياً ليصل الى الأودية المنتشرة في سهل الغاب بريف حماة الغربي قاصداً جمع القصب، مستخدماً منجلاً يدوياً لقطع أعواد القصب، ليعيد ترتيبها وحملها على ظهره ومن ثم يعود أدراجه إلى بيته المؤقت في قلعة المضيق.
بعد عودته للمنزل، يقوم “أحمد” بجلب خشبة ويوقفها على برميلين ليبدأ النسج عليها، مستخدماً ما يتوفر لديه من أدوات، محاولاً أن ينسج الخيوط مع الأعواد ليتكون لديه أشكال متناسقة من الحصر والأسقف والأرضيات بعد أن يتم تجفيفها وثنيها وإعدادها للبيع.
ويوضح الطفل أنه يصنع “الزرب” لبيوت الشعر أو الرحال، بينما يتم بيع “الحصر الخشنة” للمطاعم والمحلات لتحجب أشعة الشمس عنها، ويختتم حديثه متمنياً أن يرزق بآلة حديثة يطور بها صنعته، إذ إن الآلة التي يعمل بها حالياً باتت قديمة ومتعبة بالنسبة له.
الجدير بالذكر أن أكثر 20% من أطفال سوريا باتوا معرضين للعمالة الخطرة بعد فقد المعيل بحسب احصائيات أممية، حيث باتت ظاهرة العمالة منتشرة في عموم سوريا وخاصة في الشمال السوري، وأغلب الأطفال اضطروا للعمل وترك مقاعد الدراسة.
Sorry Comments are closed