مصطفى أبو عرب- حرية برس:
لم يستطع أهالي بلدة الزيارة العودة إلى منازلهم بعد اتفاق “سوتشي”، رغم مرور أربعة أعوام على نزوحهم نتيجة للمعارك التي دارت بين الثوار وقوات الأسد في عام 2015، وأدت إلى تحريرها من قبضة قوات الأسد وسيطرة الثوار عليها، لكنها ما زالت تتعرض إلى قصف بري يمنع الأهالي من العودة إليها، إذ تفتقر البلدة إلى أدنى مقومات الحياة، فضلاً عن الكهرباء والماء والمدارس والمراكز الصحية.
وقال” مصعب الأشقر” رئيس المجلس المحلي لبلدة الزيارة لحرية برس: “يعد قصف قوات النظام المستمر للبلدة من قبل قواته المتمركزة في معسكر جورين، أحد الأسباب الرئيسة التي منعت الأهالي من العودة إليها، إضافة إلى الدمار الكلي الذي طال منازل المدنيين، الذي قدرته إحصائيات المجلس المحلي بنسبة 95%، والدمار الذي طال البنى التحتية المقدر بنسبة 90%”.
وأضاف أن البلدة حالياً خالية من الناس بسبب عجزهم عن العودة، ناهيك عن الافتقار التام للخدمات، وعدم توفر المياه والكهرباء. علاوة على ذلك، يقدر عدد المدارس في البلدة بأربع مدارس، جميعها طالها الدمار ولا تستطيع استقبال الطلاب، ناهيك عن غياب المرافق الطبية بعد تدمير مستوصف البلدة.
وأضاف الأشقر أن السكان نزحوا منذ قرابة أربعة أعوام ونيّف، نتيجة للمعارك التي دارت في منطقة سهل الغاب إلى مخيمات في الشمال السوري، آملين العودة الى منازلهم بعد اتفاق سوتشي، لكن من دون جدوى، بسبب استمرار القصف الذي تتعرض له البلدة من الحواجز القريبة منها.
ومن جانبه أوضح الأستاذ “خالد الفارس”، أحد النازحين من بلدة الزيارة، أن عودته إلى البلدة مجدداً لم تعد ممكنة، بعد أن دُمِّر منزله نتيجة القصف الذي تعرض له من آلة الأسد العسكرية، إضافة إلى أن حراثة أرضه أصبحت مستحيلة بسبب القصف الذي تتعرض له الأراضي الزراعية من معسكر جورين وحاجز المشاريع. وتابع الفارس أن منزله ليس الوحيد الذي تعرض للقصف، كما أن أوضاع النازحين تتفاقم سوءاً يوماً بعد يوم نتيجة لغلاء الأسعار وارتفاع المحروقات مع دخول فصل الشتاء، وقد فقدوا قدرتهم على التحمل.
تجدر الإشارة إلى أن الثوار قد تمكنوا من تحرير بلدة الزيارة في منتصف عام 2015، حيث تعرضت لقصف بري وجوي مكثف، مما أدى إلى دمار هائل في المنازل والبنى التحتية.
عذراً التعليقات مغلقة