ياسر محمد – حرية برس
تتواصل ردود الأفعال حول قرار “حكومة الإنقاذ” المقربة من “هيئة تحرير الشام”؛ تغيير علم الثورة الرمزي المتعارف عليه، إلى شكل جديد حددته في قرار رسمي صادر عنها منذ يومين، في استمرار لسياسة تمزيق الشارع وتعميق انقساماته، في الوقت الذي يعيش فيه الشمال المحرر “هدنة” نتجت عن اتفاق “سوتشي”، يأمل أكثر من ثلاثة ملايين مدني في إدلب وجوارها باستمرارها وديمومتها، بينما يتحرك النظام لوأدها على الصعيدين السياسي والعسكري.
وفي خطوة مفاجئة، أصدرت حكومة “الإنقاذ” قراراً بخصوص “علم الثورة” جاء فيه: “يعتمد علم واحد وراية للمناطق المحررة مؤلف من أربعة ألوان، هي اللون الأخضر من الأعلى والأبيض في الوسط وفي الأسفل اللون الأسود”.
وأضافت أنه يكتب على اللون الأبيض في الوسط باللون الأحمر عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله، بالخط الرقعي”.
لترد “الحكومة المؤقتة” التابعة للائتلاف الوطني، برفض قرار “الإنقاذ” رسمياً، وجاء في بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة المؤقتة أمس الاثنين، إن “علم الثورة هو رمز وطني وثوري، يمثل روحَ الثورة والتضحيات العِظام التي قدمها الشعب السوري، وقد توافقَت عليه كافة قوى الثورة المدنية والعسكرية وأصبح رمزاً جامعاً لها”. مؤكدة على أن علم الثورة هو العلم المعتمد لدى جميع مؤسساتها المدنية والعسكرية.
أما ردود أفعال الناشطين والسياسيين في الداخل والخارج؛ فقد تراوحت بين رفض شديد واتهامات لـ”الإنقاذ” و”تحرير الشام” من ورائها، وبين ترحيب جاء في معظمه من ذوي الخلفيات الجهادية أو أنصارهم.
الباحث والناشط السياسي، أحمد أبا زيد، قال حول الموضوع: “استكمالاً لمشروع جبهة النصرة منذ نشأتها في الحرب على الثورة السورية، وتشويه كل رموز الثورة وصورتها، تحاول الجبهة اليوم تشويه علم الثورة وفرض راية هجينة في إدلب”.. وأضاف محذراً: “استمرار وجود (هتش) دون حل يعني ترسيخ شبكتها (المدنية) والاقتصادية كواقع محلي، هذا ليس تهديداً أقل بالنسبة لسكان إدلب”.
فيما رأى الناشط الحقوقي السوري، رامي عساف، أن الأمر يتجاوز قضية العلم، قائلاً: “لا أعتقد أن غايتهم هي علم الثورة السورية بحد ذاته، بل هي إبقاء السوريين تحت سلطةٍ قمعيّةٍ مستمرة دون انقطاع، بحيث لا يفقد السوري شعوره بالاستبداد المشابه لظلم النظام السوري حتى في المناطق الخارجة عن سيطرته، وهذا ما يُفسر كل تلك المحاولات لتمزيق قطعةٍ من القماش، أو دعسها على الأرض”، مذكراً بعشرات الحالات التي حاول فيها عسكريو “تحرير الشام” منع رفع علم الثورة في المظاهرات أو المؤسسات الثورية، ووصل بهم الحال إلى إطلاق النار في أحيان كثيرة على من يرفعون راية الثورة الخضراء.
وذهب الكاتب محي الدين لاذقاني إلى القول بأن هذا التصرف يستدعي التعجيل في ضرب إدلب، فكتب: “تغيير علم الثورة بالمناطق المحررة براية تتستر بالإسلام يعني بهذه الظروف استعداء العالم ضد السوريين ودعوة مشبوهة للتعجيل بضرب إدلب”.
يذكر أن علم الثورة المعروف بنجومه الثلاث، اتفق عليه الثوار السوريون منذ العام 2011 واعتمدوه راية موحدة للثورة في شتى محافظات سوريا ودول الشتات، إلا أن الجماعات الجهادية لم تتوقف عن محاولة تغيير العلم، لكن جميع المحاولات بما في ذلك العنيفة منها آلت إلى الفشل.
عذراً التعليقات مغلقة