“أكو (يوجد) عرب في الطيارة”، عبارة باتت متداولة بين مئات الآلاف من الشباب العرب والأجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعود في أصلها إلى لعبة قتالية اشتهرت مؤخراً، واستطاعت سلب لب شريحة كبيرة من المستخدمين.
“بوب جي” (PUBG) اختصار لـPlayerUnknown’s Battlegrounds (لاعبون مجهولون في ساحة المعركة)، لعبة متاحة على الأجهزة المحمولة، وتجاوزت 100 مليون تحميل خلال 4 أشهر منذ طرحها في مارس 2017.
وعلى الرغم من أن إصدار اللعبة كان قبل عام ونصف العام، وبدأت من خلال الحاسب الآلي وأجهزة تشغيل الألعاب، فإن شهرتها زادت في الأوساط العربية خلال الأشهر القليلة الماضية، وصارت حديثاً شاغلاً للإناث قبل الذكور.
فكرة اللعبة
تبدأ اللعبة بـ100 لاعب يقفزون من طائرة حربية تحلّق فوق جزيرة كبيرة، ويبدؤون بعدها تنفيذ المهمات وجمع الأسلحة؛ لضمان البقاء حتى نهاية الجولة.
كل اللاعبين الـ100 سيكونون صيادين وقتلة أو ضحايا في اللعبة، ويجب على اللاعب أن يكون الشخص الأخير الحي على الجزيرة بقتل جميع المحاربين.
ويمكن للمشترك أن يختار اللعب بمفرده ضد 99 خصماً، أو يكون شريكاً لشخص أو اثنين أو ثلاثة، ويتم التواصل بينهم عبر تقنية الدردشة الصوتية التي تتيحها اللعبة بين أعضاء الفريق الواحد فقط.
المحفّز على القتال والنقطة التي ستجعل اللاعبين يتحركون باستمرار بدلاً من الجلوس وانتظار نهاية القتال هو أن منطقة اللعب تتقلص بشكل مستمر بفعل ما يسمى بالـ”الزون”.
وكل اللاعبين الموجودين خارج هذه المنطقة سينتهي بهم الأمر بالموت والخسارة، في حين يبقى مَن داخل المنطقة في المعركة إلى أن يخرج منتصر أخير.
يذكر أنه تم بيع أكثر من 15 مليون نسخة من اللعبة حتى الآن، وتضم أكثر من مليوني لاعب يومياً، كما تم تحميلها من متجر “أندرويد” أكثر من 32.34 مليون مرة، وأصبحت في مقدمة التطبيقات التي يجرى تحميلها في أكثر من 100 دولة.
ومجمل عدد مستخدمي اللعبة تعدى حاجز الـ400 مليون، في حين يُقدر مجموع الأوقات التي قضاها المستخدمون بـ25 عاماً، حسب ما قالت “شبكة راية للإعلام”.
أضرار نفسية
تقارير تربوية حديثة كشفت أن للعبة أضراراً نفسية كبيرة، حيث تزيد من حالات الانطوائية والانعزالية، إضافة إلى تربية سلوك العنف لدى مستخدميها.
كما تؤثر بشكل سلبي على مستخدميها من الشباب أسرياً واجتماعياً، ما يجعلهم يعيشون في مجتمع وهمي، دون أن يتفاعلوا مع عائلاتهم وأصدقائهم، وهو ما قد يصيبهم بنوع من الإدمان دون أن يدركوا ذلك.
وحذّرت التقارير من غياب رقابة الأسرة على الأطفال الذين يُمارسون اللعبة، إذ تجعلهم يميلون إلى العنف، وتقوي رغبتهم في الانعزال عن العالم الخارجي والعيش داخل مجتمع وهمي لا يمت للواقع بشيء.
وهذه اللعبة تسبب توتراً عصبياً للأطفال يشكّل ضغطاً على جهازهم العصبي، وتؤدي بعد فترة إلى حركات لا إرادية لليدين والرجلين والرأس فيصبح من الصعب التحكم بلغة الجسد، كما أنه يتبع ذلك آثار سلبية أخرى بعد فترة.
تحريم وطلاق
تقارير صحفية في بريطانيا والصين والعراق تحدثت كثيراً عن تأثير ألعاب الهواتف المحمولة، وخاصة “PUBG” التي وصلت ببعض الأزواج إلى ساحات المحاكم طلباً للطلاق.
ففي العراق أفادت قناة محلية أن حالة طلاق وصفتها بـ”الغريبة” سُجلت أمام محاكم بغداد كان سببها هذه اللعبة، وذلك على أثر انشغال الزوج فيها وتجاهله مهامه الأسرية، ما دفع الزوجة إلى طلب الطلاق.
وفي العراق أيضاً، قررت لجنة الفتوى في محافظة السليمانية (شمال)، الشهر الماضي، “تحريم” اللعبة بشكل مشروط، وعقدت اجتماعاً بشأن اتخاذ القرار بعد شكاوى رُفعت بهذا الصدد.
وعللت اللجنة قرارها بأنه “في حال مارس موظف اللعبة وأثرت سلباً على خدمات المواطنين ستكون حراماً، إذ ما مارسها طالب وأثرت على دراسته سيكون ذلك حراماً أيضاً”، حسب ما ذكر موقع “شفق نيوز” العراقي.
ونتيجة الضجة التي أثارتها اللعبة، تناقل ناشطون عراقيون خبراً يفيد بحظرها، لكن مركز الإعلام الرقمي في البلاد نفى ذلك، وفق ما جاء في خبر على موقع “كي 24” الكردي في 20 أكتوبر الماضي.
واستمرت حالة الجنون والاهتمام باللعبة إلى أن وصلت إلى الموظفين أثناء عملهم، وهو ما حدث في إحدى الشركات الفلسطينية التي سمحت للموظفين بممارستها لمدة نصف ساعة يومياً أثناء عملهم، حسبما تداول نشطاء “فيسبوك”.
ولا بد من الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية حذرت في عدّة دراسات، من أن إدمان الألعاب الإلكترونية يمكن تصنيفه كمرض مزمن حالياً، يؤدي إلى اضطراب الصحة العقلية لعدد كبير من مستخدميها.
ووفق إحصائيات رسمية صدرت عن منظمات حقوقية، فإن أكثر من 40 ألف حالة طلاق حول العالم حتى الآن سُجلت نتيجة خلافات بسبب الألعاب الإلكترونية وإدمانها.
- المصدر: الخليج أونلاين
عذراً التعليقات مغلقة