لجين مليحان – حرية برس:
طالب نظام الأسد موظفي قطاع التعليم في محافظة درعا بتقديم أوراق ومعاملات توضح أسباب الإنقطاع عن الدوام خلال السنوات السابقة، وذلك في محاولة منه تهدف إلى الانتقام من المعلمين الذين التحقوا في صفوف الثورة.
وبعد أن أحكم نظام الأسد قبضته على الجنوب السوري يطالب اليوم مئات المعلمين بالمثول أمام القضاء قبل الالتحاق بوظائفهم كما وعدهم خلال اتفاق التسوية، وذلك بتهمة التدريس في مدارس تابعة للحكومة السورية المؤقته أو جهات أخرى دعمت قطاع التعليم خلال سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة.
وفي حديث خاص مع المعلم “عدانان الصباح” من ريف درعا الشرقي قال لحرية برس: “تركت وظيفتي كمعلم بسبب المضايقات الأمنية والتحقت بالثورة بعد اعتقالي من قبل الأمن العسكري قبل 5 سنوات، حيث تم فصلي من مديرية تربية درعا، ولم يكن الأمر ذو أهمية حينها قبالة ما يقدم من تضحيات، ولكني لم أكن أعلم أن نظام الأسد سيسطر على درعا مرة أخرى”.
وأضاف الصباح: أنه “طلب مني بعد التسوية العمل على تخليص الإجراءات ومعاملات تتعلق بوظيفتي كمعلم وإلا سوف تتم المساءلة، فأوكلت أوراقي لمحامي وطلب مني المثول أمام القاضي الذي كان شديد اللؤم ولم يقبل أي تبرير، واصفاً إيايّ بالإرهابي”.
وتابع: “لقد كان حظي جيداً مقارنة مع غيري، فالقانون يصالح من هم فوق عمر الـ50 عاماً لأن الحكم يسقط عني بالاستئناف، وإلا كان لابد من دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية غرامة و سجن 5 سنوات، ومع هذا هذا لم ينتهي المحامي من الإجراءات حتى اليوم”.
لم يكن حظ المعلمة “رابعة” جيداً كما هو حظ عدنان، فقد أخبرتنا أنها سوف تسجن وتدفع غرامة مالية لأنها في سن الـ40 ولا يشملها القانون بما يخص العمل، مشيرة إلى أنها تحاول جاهدة عن طريق محامي إيجاد مخرج لقضيتها، ولكن دون جدوى.
وأضافت: “لقد انقطع راتبي بعد توقف المنظمات التي كانت تعمل في درعا خلال سيطرة النظام على المحافظة، مثل منظمة (غصن الزيتون، أورانتس)، والآن لا أملك قوت يومي ومفصولة من عملي وملاحقة قانونياً، وأنتظر الخلاص من العقوبة والغرامة مع هذا الوضع الجديد التي فرض علينا مع سيطرة النظام على المنطقة مرة أخرى”.
يُذكر أن مديرية التربية في محافظة درعا أصدرت منذ عدة أسابيع بتوجيه من حكومة الأسد قراراً تعسفياً بشأن فئة المعلمين والمعلمات في المحافظة، وينص على عدم تعيين هؤلاء في القطاع التعليمي ونفيهم خارج المؤسسات التعليمية، وعدم تكليفهم بالوكالة أو تقديم ساعات دراسية في كافة المؤسسات التعليمية التابعة للنظام في درعا، وتم تعميم القرار على كافة مدن وبلدات المحافظة.
عذراً التعليقات مغلقة