حرية برس:
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأربعاء، عن منح السعودية وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، ملايين الدولارات خلال زيارته التي قام بها أمس الثلاثاء والتقى فيها العاهل السعودي وولي عهده.
وبحث بومبيو مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد قضية الكاتب السعودي جمال خاشقجي، في مقدمة الملفات التي تمت مناقشتها.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن السعودية قالت لبومبيو إنها تمنح إدارة دونالد ترامب 100 مليون دولار، لـ”الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المناطق السورية التي تم انتزاعها من تنظيم الدولة”.
وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول إن “توقيت ذلك ليس مصادفة”، مشيرة إلى قضية خاشقجي، ومطالب ترامب المتكررة للسعودية بدفع المزيد.
وأوردت أن تأمين التمويل يعد فوزا للرئيس ترامب، الذي اشتكى من مقدار ما تنفقه الولايات المتحدة في الخارج، لكنها أشارت إلى أن توقيت وصول المال مثير للدهشة، حتى بين بعض البيروقراطيين الذين ستستفيد برامجهم من تدفق الأموال السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، مشارك في سياسة سوريا، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث إلى الصحفيين: “إن توقيت منح السعودية أمريكا هذا المبلغ ليس مصادفة”، مؤكدا أن الأموال وصلت أمس الثلاثاء بالفعل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأموال التي وصلت من السعودية إلى أمريكا الثلاثاء، خلال زيارة بومبيو، كانت الرياض قد تعهدت بتقديمها في آب/ أغسطس الماضي، لكنها حينها لم تبين موعد تقديمها، إلا أن وصولها إلى الحسابات الأمريكية يوم أمس كان مفاجئاً، على حد قولها.
وأشارت إلى أثر اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي على صورة المملكة العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، الذي وصفته بأنه “لاعب رئيس في العديد من طموحات إدارة ترامب في الشرق الأوسط”.
وسبق أن هدد ترامب السعودية “بعقوبة شديدة” إذا تأكد أنها قتلت خاشقجي. لكن بعد أن تحدث ترامب مع الملك سلمان الاثنين الماضي، بعد مكالمة سبقتها مطالبات ترامب للمملكة بدفع المزيد، اقترح ترامب قصة “القتلة المارقين”، محملاً إياهم مسؤولية ما حصل مع خاشقجي، وبعث ببومبيو إلى الرياض لرؤية الملك السعودي.
وتغيرت تصريحات ترامب، بعد أن كان قد رجح ضلوع القيادة السعودية بقضية خاشقجي، ليقول في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس” الثلاثاء: “لا نريد أن نذهب إلى أن السعودية مذنبة حتى تثبت براءتها”.
ووفقا للصحيفة، سيسمح الأمر للنظام الملكي بالاعتراف بموت خاشقجي، بينما يحمي قادته من المسؤولية.
ونقلت الصحيفة في المقابل، عن بريت ماكغورك، مبعوث الولايات المتحدة إلى التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة في سوريا، رفضه فكرة أن زيارة بومبيو وصرف الأموال كانا متصلين.
وقال إن السعوديين قد خصصوا الأموال في آب/ أغسطس الماضي، وكانت الولايات المتحدة تتوقع تسلمها في الخريف.
لكن المسؤول المعني بسياسة سوريا قال إن عملية الدفع كانت غير قابلة للتنبؤ.
وعن أهمية الأموال التي بعثتها السعودية، أوردت الصحيفة أن الأموال السعودية، بالإضافة إلى 50 مليون دولار أخرى منحتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ستسمح للإدارة الأمريكية بالاستمرار في برامج متنوعة.
وستستخدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية هذه الأموال في مجموعة متنوعة من البرامج أيضاً، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية وتوفير خدمات الصحة والتعليم والصرف الصحي.
المصدر: عربي21
Sorry Comments are closed