حوار: معاذ عبد الرحمن الدرويش
كفرزيتا عنقاء الثورة السورية، من أولى المدن التي تحررت في ريف حماة الشمالي وسوريا من نظام الأسد، ومن أولى المدن التي هجّر أهلها، بعد أن أمطرتها براميل وصواريخ وقذاىف الحقد الأسدية لسبع سنوات ليل نهار بلا توقف. واليوم بعد الاتفاق التركي الروسي تعود المدينة تتشرنق للحياة من جديد بعيداً عن نظام الإجرام الأسدي.
وللاطلاع على واقع المدينة في الوقت الحالي كان لنا لقاء مع رئيس المجلس المحلي الأستاذ مدين الخليل.
تسلم الأستاذ مدين الخليل رئاسة المجلس المحلي قبيل الاتفاق التركي الروسي بقليل، لكنه يعمل ليل نهار، دون كلل أو ملل وبالتعاون مع أهل المدينة لإعادة عجلة الحياة إلى الحركة بعد توقف دام لأكثر من سبع سنوات مرت.
* هل تضعنا بصورة الوضع العام للمدينة؟
** الوضع العام للمدينة يسوده الدمار وهذا ينطبق على البيوت والمنازل والمؤسسات التعليمية والطبية والخدمات العامة.
* ما هي نسبة الدمار في المدينة؟
** لقد أعلنا ولأكثر من مرة أن المدينة شبه منكوبة، فأكثر من 70 % من المدينة مدمر.
* ما هو وضع الخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحي؟
** اليوم شبكة الكهرباء تخدم عدداً قليلاً من المتواجدين بالبلدة، وقسم كبير من الشبكة والأعمدة مدمر، بالنسبة لشبكة المياه أيضاً فيها خراب كبير، وهي لا تخدم إلا نسبة من المتواجدين والباقي عبر الخزانات ، والأمر نفسه ينطبق على شبكة الصرف الصحي، لكن مع ازدياد حركة العودة للأهالي ستزداد الأعباء علينا بالنسبة لكل هذه الخدمات.
* ماذا عن الواقع التعليمي في المدينة؟
** المدارس كلها تعرضت للتدمير وتجهيزها بالحد الأدنى يحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة، جهزنا 3 مدارس مبدئياً، لكن زيادة السكان نتيجة العودة يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة في تأمين صفوف ومدارس لكل أبنائنا خاصة ونحن في بداية العام الدراسي.
* ما حجم حركة عودة الأهالي إلى المدينة؟
** هناك حركة عودة جيدة من قبل الأهالي وبشكل يومي، حيث لدينا في كل يوم ما بين عشرين إلى ثلاثين عائلة ترجع إلى المدينة، كان تعداد المدينة حوالي 700 عائلة واليوم يصل إلى أكثر من 1400 عائلة.
* تعرضت المدينة للقصف بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ومن ضمنها القنابل العنقودية، كما تعلم مخلفاتها فإن قد تنفجر وتسبب كارثة لمن حولها وسبق وقوع مثل هذه الأحداث في البلدة من قبل؛ هل لديكم خطة لتنظيف المدينة وتأمينها من بقايا الإجرام الروسي الأسدي؟
** لدينا خطة لكننا نحتاج إلى فريق هندسي متخصص، لدينا فريق من الشباب المتطوعين، لكن إمكانياتهم محدودة وعددهم محدود. ونحن بحاجة لتنظيف المدينة أولاً ومن ثم الأراضي الزراعية والتي لم تسلم من القصف أيضاً وتعرضت لكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً أيضاً.
* ما هي نسبة الأراضي الزراعية المستثمرة حاليا؟
** هناك أكثر من 20% من الأراضي الزراعية تحت سيطرة النظام الأسدي وتقع بالقرب من قرية الحماميات، وباقي الأراضي كانت تستثمر بالحد الأدنى، واليوم نتطلع إلى إعادة استثمارها بشكل أفضل.
* لو عرض عليك عمل واحد فقط لخدمة المدينة ماذا ستختار؟
** بلا تردد؛ الفرن وتأمين الخبز للأهالي، لكن حتى الآن لا يوجد لدينا إمكانيات لذلك.
* هل يمكن إعادة دفة الحياة إلى المدينة عبر عمل شعبي بتقديرك بعيداً عن المساعدات الخارجية؟
** صعب جداً، لأن ما نحتاجه كبير جداً، ومشكلتنا ليست في جانب واحد، فكل جوانب الحياة معطلة لدينا وتحتاج إلى إعادة تشغيل، فنحن بحاجة إلى مساعدات من المنظمات وإلى الأصدقاء من الدول، لكن العمل الشعبي يمكن أن يساهم في جانب ما ليس أكثر.
* هل تعملون ضمن استراتيجية أن الحرب والبراميل لن تعود مرة ثانية إلى المدينة -لا سمح الله-؟
** لدينا أمل بالله أن الحرب والبراميل لن تعود.
* هل تصف لنا شعورك وأنت تعمل في فضاء كامل من الحرية بعيداً عن نظام الإجرام الأسدي؟
** لا يوجد أجمل من الشعور بالحرية، وخاصة إذا كنت تعمل وتقدم لمدينتك وأهلك، ومعك كامل الصلاحيات بعيداً عن إملاءات نظام الإجرام الأسدي.
* كلمة أخيرة
** بالختام أقول إن الأعباء ثقيلة لكن إن شاء الله الهمة عالية جداً، وبهمة الجميع سنبني بلداً جميلاً بعيداً عن آل الاسد وإجرامهم بإذن الله.
عذراً التعليقات مغلقة