الهدوء يسود أورفا بعد أيام عصيبة وتوتر بين السوريين والأتراك

تركيا – حرية برس:

سادت حالة من الهدوء مدينة شانلي أورفا التركية، اليوم الاثنين، بعد التزام السوريين بالبقاء في بيوتهم لليوم الرابع على التوالي إثر موجة الغضب التي اجتاحت الشارع التركي في المدينة جراء مقتل 3 من مواطنيهم في مشاجرة مع سوريين يوم الخميس الماضي.

وقد عاد الهدوء إلى المدينة بعد تنفيذ السوريين لمطلب والي أورفا بالتزام بيوتهم وعدم فتح محالهم التجارية، وتعطيل المدارس لليوم ويوم غد، واجتماعه مع عدد من وجهاء العشائر والشخصيات العامة من السوريين يوم أمس الأحد.

من جانبه أكد الصحفي مضر الأسعد -الذي كان قد حضر الاجتماع- لحرية برس، أن الأمور ستحل في الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن السلطات التركية تبينت بأن أحداث الشغب يقف وراءها تنظيم الـPKK، كما أن أغلب الموقوفين ممن قاموا بهذه الأعمال هم من التنظيم نفسه والمؤيدة له والأطراف المعادية لوجود السوريين في تركيا، حيث جلب التنظيم العديد من العناصر من المناطق الأخرى لإثارة الفتنة، الأمر الذي أثار غضب الحكومة التركية لاستغلال هذا التنظيم للحادثة.

وذكر الأسعد أن المسؤولين الأتراك أشاروا خلال الاجتماع إلى أن عشيرة “بني عجل” الذين قتل أبناؤهم خلال المشاجرة، لم يشاركوا في أعمال الشغب التي استهدفت محلات السوريين في العديد من مناطق المدينة.

يشار إلى أن الاجتماع جرى يوم أمس الأحد، ترأسه والي أورفا ورئيس البلدية، وبحضور الفعاليات الاجتماعية والدينية والسياسية السورية ومنها: المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، المكاتب السياسية لمحافظات الحسكة وديرالزور والرقة، الرابطة السورية لحقوق اللاجئين/ اللجنة الوطنية للمهجرين السوريين، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ووجهاء العشائر التركية والأجهزة الأمنية والعسكرية.

وتم خلال هذا الاجتماع مناقشة الأوضاع التي جرت على أعقاب مقتل 3 مواطنين أتراك خلال مشاجرة مع لاجئين سوريين، وردود الفعل الغاضبة التي تمثلت بخروج مظاهرة طالبت بترحيل السوريين وتكسير محلاتهم والتعدي عليهم.

وقامت السلطات التركية على خلفية ذلك باعتقال 15 تركياً بتهمة التحريض على العنف على مواقع التواصل الاجتماعي، و75 بتهمة قيامهم بأعمال شغب، كما اعتقلت 8 سوريين بالتهمة ذاتها.

وحول ما تناقلته وسائل إعلام محلية تركية وسورية من أنه قد تم ترحيل 639 لاجئاً سورياً من قبل إدارة الهجرة اليوم الاثنين، وذلك لارتكابهم مخالفات وجنح في ولاية أورفا،فقد نفى الأسعد ذلك، موضحاً أن الحكومة التركية  ستقوم بنقل لاجئين من مخيم “سليمان شاه” أقجة قلعة جنوبي أورفا إلى مخيم “سروج” الأكثر جاهزية من حيث الخدمات والذي يتسع لأكثر من 100 ألف لاجئ سوري.

وكان قد قتل مواطنان تركيان، خلال مشاجرة مع سوريين في منطقة حياتي حران في مدينة أورفا يوم الخميس الماضي، فيما توفي الثالث متأثراً بجراحه، مما أثار حالة من الغضب ضد اللاجئين السوريين في المدينة.