ولاء عساف – حرية برس
عفرين تلك المدينة السورية التي تشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية في منطقة جبلية، شهدت صراعات لا حصر لها بين أطراف مختلفة، وفوضى كبيرة في الفترة الأخيرة لا سيما بعد معركة “غصن الزيتون ” والتي دخلت القوات التركية بالاشتراك مع الجيش السوري الحر على إثرها وطردت مليشيا “الوحدات الكردية” وبسطت نفوذها، ومؤخراً تم تشكيل الشرطة الحرة “قوات الأمن العام” لتحل محل الفصائل العسكرية داخل المدينة بعد مدة شهدت فلتاناً أمنياً.
وقد بدأت الشرطة الحرة بتنظيم دورات مكثفة، وانتهت الدورة الأولى منذ فترة حيث تخرج منها مئات العناصر الذين تسلموا مهامهم وتم توزيعهم وفق الاختصاصات ضمن مدينة عفرين وقراها، ومهمتهم ملاحقة خلايا “الوحدات” وتنظيم السير وحماية مداخل المنطقة ومخارجها.
وقد تم توزيع العناصر على نواحي منطقة عفرين ومنها جنديرس، راجو، شيخ الحديد، معبطلي وغيرها من القرى التابعة لها والتي يبلغ عددها نحو 360 قرية.
وتعمل الشرطة الحرة في المنطقة منذ اليوم الأول على نشر الأمن ومحاولة إعادة نبض الأمان إلى قلب المدينة التي فقدت أمنها منذ زمن، ولوحظ في الفترة الأخيرة عودة أغلب الأكراد من أبناء المنطقة المدنيين إلى منازلهم دون أن يزعجهم أحد.
وصرح قائد الشرطة الحرة في ناحية راجو النقيب فاروق المحيميد لحرية برس “أن الدورة التي خضعنا لها كانت لفترة محدودة في تركيا وتضمنت مهارات وتكتيك وأمان وكيفية استعمال السلاح بإتقان، إضافة إلى كيفية التعامل مع السيارات المشتبه بها، ولكن فيما بعد وأثناء ممارسة عملنا كشرطة قمت شخصياً بإلقاء بعض المحاضرات التدريبية على عناصر الشرطة لتدريبهم على التحقيق وكتابة الضبوط بشكل دقيق”.
أما عن عمل الشرطة الحرة في راجو بشكل خاص فقد قال النقيب فاروق “إنه منذ اليوم الأول من مزاولتنا العمل ونحن نعمل بكل جهد على رد الحقوق لأصحابها من المدنيين السوريين الذين ليس لهم أي صلة مع الأحزاب الإنفصالية، حيث خرجوا من بيوتهم خوفاً على أرواحهم من المعارك وعادوا بعد أن بسطت القوات التركية نفوذها على المنطقة ونحن الآن نحاول جاهدين السيطرة على الوضع والحد من انتشار الفوضى وإعادة لكل ذي حق حقه وذلك بالطرق الواجب اتباعها”.
وأضاف: “قمنا بإلقاء القبض على عدة لصوص من سارقي أليات وسيارات و ذهب ومال بعد إدعاء أصحاب المسروقات بفقدانها، حيث تم التحقيق معهم وتنظيم الضبوط أصولاً بحقهم وتم تحويلهم فيما بعد إلى القضاء لمحاسبتهم، كما تم إلقاء القبض على سارقي سكك حديدية ومهرب ومعه عدد من الهاربين من العدالة تم تحويلهم إلى المحكمة أصولا”.
وعن الخطط المستقبلية التي سيتم العمل عليها في ناحية راجو تابع النقيب فاروق: “نعمل على إعادة كل أهل المنطقة غير المتورطين مع الأحزاب الإنفصالية والحرص على استقرارهم وراحتهم، كما سنساهم برد كل الحقوق المسلوبة إلى أصحابها بالطرق الواجبة دون الإنحياز لأي من الأطراف”.
وختم النقيب فاروق حديثه بالقول “إن منطقة عفرين بأريافها وبجهود الشرطة الحرة عناصراً وقادة ستساعد على نشر الأمن والحفاظ عليه خاصة وأن أغلبهم من المدنيين”.
Sorry Comments are closed