استطاع مخترق “هاكر” مجهول أن يضع يديه على معلومات سرّية وحساسة تتعلق بطائرات “ريبر” الصغيرة، وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 100 طائرة “ريبر” خلال الأعوام العشرة الماضية لتحلّق فوق أجواء دول أخرى، واكتشفت عملية الاختراق أثناء مراقبة موقع “ريكوردد فيوتشر” الاستخباراتي للنشاط الإلكتروني غير القانوني في الشبكة المظلمة “الدارك ويب”.
ولا تقتصر المستندات المسربة على مستندات الطائرات الصغيرة فحسب، بل تشمل أيضا إرشادات استخدام الدبابات واستراتيجيات النجاة من العبوات الناسفة، وحاول المخترق بيع هذه المستندات مقابل مبالغ زهيدة لا تتجاوز 150 دولاراً أمريكياً.
وإن وقعت المستندات التي تحوي استراتيجيات النجاة من العبوات الناسفة بين أيدي الجماعات المسلحة الإرهابية فسيساعدهم ذلك في تجنب هجمات الجيش الأمريكي.
وليست هذه المرة الأولى التي يسرب فيها المخترقون مستندات سرية من الجيش الأمريكي، ففي شهر فبراير/شباط، أوشك مخترقون روسيون على سرقة بيانات سرية للغاية عبر محاولات الخداع والاحتيال الشبكي التي استهدفت حسابات بريد إلكتروني على جيميل لمتعهدين يعملون مع الجيش الأمريكي.
ثغرات في أجهزة الراوتر
استغل المخترقون ثغرة تنتشر بين أجهزة راوتر “نتجير” اكتشفها خبراء أمن الشبكات في العام 2016، وتتيح أجهزة راوتر “نتجير” للمستخدمين الوصول إلى البيانات المخزنة على الأجهزة المتصلة بالشبكة من خلال وصل أجهزة التخزين الوسيطة (مثل: أصابع اليو إس بي) في أي مكان متصل بشبكة الإنترنت، وإن لم يغير المستخدمون بيانات تسجيل الدخول الافتراضية إلى أجهزة الراوتر، فإنَّ وصول المخترقين إلى هذه المعلومات يصبح سهلاً جداً.
ويستطيع المخترقون الوصول إلى بيانات ومعلومات عديدة أكثر مما تتخيل، وقال موقع “إس إف جيت” أنه “عندما يحاول الناس الوصول إلى هذه البيانات، يطلب منهم إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور، إلا أن أجهزة راوتر “نتجير” لا تطلب كلمة مرور على الإطلاق إن لم يغير المستخدم هذه الإعدادات يدوياً”.
وكل ما على المخترقين فعله هو إيجاد عنوان “إف تي بي” (بروتوكول نقل الملفات) للمستخدم المستهدف، ووفقاً لموقع “ريكوردد فيوتشر” فإن المستندات المسربة سرقت غالباً من أعضاء هيئات في الجيش الأمريكي.
سوق الدارك ويب “الإنترنت المظلم”
يعلن المخترقون عادة عن غنائمهم على تجمعات الإنترنت المظلم، ويفعل معظمهم ذلك بهدف التفاخر فحسب، وأشار موقع “ريكوردد فيوتشر” أنَّ بيع هذه البيانات السرّية وشراءها نادر الحدوث، وربَّما كان هدف المخترق الذي سرب هذه المعلومات كسب بعض الدولارات مقابلها، إلا أن السعر الزهيد الذي طلبه المخترق يشير إلى عدم علمه بقيمة المعلومات التي حصل عليها.
يعرِّض وجود حوافز مالية مقابل هذه المستندات الأمن القومي للخطر، ويشجّع على سرقة مزيد من المستندات السرية من الجيش الأمريكي، وكلُّ ما نأمله أن يستخدم الموظفون في البنتاغون برامج حماية قوية.
عذراً التعليقات مغلقة