ياسر محمد – حرية برس
أثار رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية، إسماعيل هنية، عاصفة سياسية وأعاد الحركة إلى دائرة الجدل السوري حين قال أمس إن حركته تقف على مسافة واحدة من النظام والآخرين في سوريا، زاعماً أن نظام الأسد داعم رئيسي للقضية الفلسطينية، متجاهلاً تدمير نظام الأسد لمخيم اليرموك منذ أسابيع فقط، ومتناسيا جرائم قوات الأسد بحق الفلسطينيين في سوريا التي شملت قتل واعتقال الآلاف وتهجير عشرات الآلاف!.
وفي مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية نُشرت أمس الاثنين، أكد “هنية” على تبعية الحركة لإيران وعدم نيتها العودة إلى الحضن العربي، حيث قال: “إيران دولة محورية مهمة في المنطقة وعلاقتنا معها تكتسب أيضا بعداً استراتيجيا، وقد قدمت الكثير لصالح شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ونتقاطع في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني في الرؤية والوجهة ويمكن أن نقول أن العلاقة مع إيران اليوم في مرحلة مميزة ومتقدمة”.
وفيما يخص القضية السورية، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس، أن الحركة أرادت أن تنأى بنفسها عن “الإشكالات الداخلية” في سوريا، مشدداً على أن ظروفا موضوعية أدت لشكل العلاقة الحالي بين حماس ودمشق.
وقال: “نحن لم نقطع العلاقة مع سوريا.. ولكن الكثير من الظروف الموضوعية أدت إلى شكل العلاقة الحالي، ونحن نعتبر سوريا دولة شقيقة وقف شعبها ونظامها دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني”، متابعاً “كل ما أردناه أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية التي تجري في سوريا”.
وأعرب هنية عن أمله في أن “يعود الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في سوريا، وأن تعود إلى دورها الإقليمي القومي”.
وأعلن “هنية” في الحوار أن الحركة لم تقطع العلاقة مع النظام في سوريا، واصفاً مايجري فيها بأنه تجاوز”الفتنة” إلى تصفية حسابات دولية وإقليمية.
ولا يعتبر موقف “هنية” جديدا كلياً، إذ إن قيادات الحركة مهدوا لهذا الموقف المحتمل سابقا، وبالعودة إلى شهر آب من العام المنصرم 2017، نجد أن مسؤول الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، قد مهد لعودة العلاقات مع نظام الأسد بالقول وقتها: إن “تسارع وتيرة حل الأزمة يساعد في عودة العلاقات مع النظام السوري”. وأضاف السنوار خلال لقاء عقده مع صحفيين في غزة آنذاك، أن عودة العلاقات بين الحركة وسوريا مرتبط بحل الأزمة. وأكد يحيى السنوار أن “العلاقة مع إيران كانت وما زالت جيدة وهي الداعم الأكبر لكتائب القسام (الجناح العسكري لـحركة حماس)، بالسلاح والمال”.
وفي العام 2015 انتقدت المعارضة السورية بشدة موقف “خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، الذي دعا المعارضة إلى “توجيه البندقية إلى فلسطين” منتقداً تسليح الثورة السورية. وكان مشعل نفسه هو الذي حمل علم الثورة السورية عام 2012 وصرح عدة تصريحات تفيد بوقوف الحركة في صف الثورة وحق السوريين في الحرية والكرامة.
إلا أن مواقف حماس وقيادييها من الثورة السورية ونظام الأسد اتسمت بالمناورة والتغير على الدوام بينما بقيت ثابتة تجاه إيران، وهو ما فسره المعارض السوري ملهم الدروبي (من الإخوان المسلمين) بالقول: “إن تقلبات الحركة حيال الموضوع السوري هو بمثابة نتيجة طبيعية للظروف الدولية والإقليمية والعربية التي يمر بها الفلسطينيون عادة وتدفعهم إلى الانتقال من مركب إلى آخر وفق المستجدات التي تطرأ”.
إلا أن المعارض والسياسي خالد خوجة اعتبر أن حماس تنتقل من مأزق سياسي إلى مأزق أخلاقي، فكتب: “المأزق السياسي لقيادة حماس يدفعها إلى مأزق أخلاقي أشد منه خطورة على كينونتها. وثورة سوريا ستبقى إلى جانب شعب فلسطين قلباً وقالبا، فكما أن الظلم يوالي بعضه بعضاً، كذلك هو الحق”.
عذراً التعليقات مغلقة