سليمان طه – حرية برس:
تمضي أيام الثورة السورية، بشكل متساع تارةً وتتمهل تارةً أخرى، تحمل معها أقسى معاني الألم والجراح، وتعطينا الأيام ذاتها، ترياق نرى من خلاله عزة الثورة ونشوة انتصاراتها في نفوس الثائرين على دربها المفعم بالجراح قابضين على جمرها بلذة منقطعة النظير طالما العاقبة ستكون نصراً يعز فيه باذل الدم ويهان فيه بائعه.
سبع سنوات مضت على المجزرة ولا زال التاريخ يعيد نفسه، وتتكرر المأساة بمختلف الأشكال دون مستمع للصرخات، دون ناظر لحال بات الاستشفاء بنا عنوانه الأبرز.
17-4-2011، تاريخ لا ينسى رغم تشابه أحداثه مع اليوم من حيث استمرار الإجرام، لكنه سيبقى مميزاً ويجدد مع كل عام أحداثاً تقشعر لها الأبدان إجلالاً لأرواح مضت وغادرت لنعيش بكرامتنا على أرضنا. في هذه الأثناء سرعان ما ازدادت أعداد المتظاهرين وانتفضت المدينة وقراها، كانت تلك الأيام تعرف باسم كسر حاجز الخوف. الجنازة التي كانت تحمل جثمان شهيد سقط نتيجة إصابته رصاص قوات الأسد على الطريق الدولي “حمص – حماة” ما أدى لإستشهاده على الفور.
وما أن فرغ الأهالي من مراسم تشييع الشهيد، متوجهين نحول الطريق الدولي، بمظاهرة حاشدة ضمن الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بالصدور العارية حاملين أغصان الزيتون، لتكون شاهدة على أول أيام النزيف على يد الجيش الذي من المفترض يحميهم، ولتشهد على قسم الثورة الأول الذي أداه الثوار بعد التجمع من كافة أحياء المدينة.
من هُنا بدأت حكاية ومن هُنا نزف الدم الثائر على أرض طالب أهلها بالعيش الكريم في وجه أطغى الأنظمة القمعية وأكثرها إجراماً على وجه الأرض.
في مثل هذا اليوم لا بدّ لشريط الذكريات أن يمر أمامي كل لحظة، في مثل هذا اليوم “كنّا عم نشييع الشهيد عمر عويجان كانت تلبيسة بشيبها و شبابها كلها في تلك الجنازة وهي المظاهرة الصخمة والزحف للساحات هي الجنازة التي تحولت لمظاهرة أرعبت نظام الأسد آنذاك، التي أعادها بدوره لجنازة جديدة.
في السابع عشر من نيسان كان يفترض أن يحتفي الشعب السوري بجلاء المحتلين عن أرضه، فحوله وكيلهم “نظام الأسد”، ليوم تنزف فيه دماء من تجرأ وطالب بحريته والعيش على أرضه بعزة وكرامة، فتحول هذا التاريخ ليوم لا ينسى بتاريخ الثورة في تلبيسة شمال حمص، وكان مفصلياً في انتفاضة المدينة بشكل كامل.
عذراً التعليقات مغلقة