أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، اليوم الخميس، عدم التوصل إلى قرار نهائي بشأن رد أمريكي على المجزرة الأخيرة التي شنتها قوات الأسد على المدنيين في مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية.
وقالت “ساندرز” في بيان صحافي، بعد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي فى البيت الأبيض، اليوم، “نواصل تقييم المعلومات ونجري مباحثات مع شركائنا وحلفائنا”.
ويعتزم ترامب إجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مساء اليوم الخميس.
وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عقد اجتماعات يوم الخميس بشأن سوريا، بعد أن هدد بتوجيه ضربات عسكرية لقوات الأسد التي ارتكبت مجزرة باستخدام الأسلحة الكيماوية في دوما في الغوطة الشرقية، وتوقع اتخاذ قرارات قريباً فيما يخص الرد الأمريكي.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر صباح الخميس ”لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك“، وقال بعد ذلك ”نعقد عدداً من الاجتماعات اليوم، سنرى ما سيحدث، الآن علينا اتخاذ بعض القرارات، ولذلك ستتخذ قريباً جداً“.
ماتيس يتهم روسيا بـ”التواطؤ”
وكان وزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” قد اتهم روسيا بـ”التواطؤ” في احتفاظ نظام الأسد بأسلحة كيميائية.
وقال ماتيس، خلال جلسة استماع في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، إن واشنطن أثناء دراستها لمسألة توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، تتطلع لتجنب أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة.
بعد أن لوح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أمس الأربعاء، في تغريدات على تويتر، بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، على خلفية الهجوم الكيميائي الذي نفذه الأخير على مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، السبت الماضي.
وأشار إلى أنه “واثق من وقوع الهجوم في دوما بالسلاح الكيميائي، وأن الولايات المتحدة تبحث عن الأدلة على ذلك”، كما تعهد ماتيس بالتواصل مع قادة الكونغرس الأمريكي قبل أي عمل عسكري ضد نظام الأسد.
ماتيس ودانفورد يعرقلان ضرب الأسد
حمل أحد كبار المسؤولين في إدارة الرئيس “دونالد ترامب” وزير الدفاع “جيمس ماتيس” ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية “جوزيف دانفورد” مسؤولية التأخير في توجيه ضربة عسكرية أميركية لمواقع قوات بشار الأسد.
وقال المسؤول «يبدو أن ماتيس صار يصدق مقولة أنه العقل الوازن الذي يضبط رعونة الرئيس المزعومة داخل الإدارة»، مؤكداً أن ماتيس «يلعب دور الكابح للعملية العسكرية المتوقعة».
وأكدت مصادر أميركية مطلعة أن “ماتيس” الذي أخرجه الرئيس السابق “باراك أوباما” من قيادة المنطقة الوسطى بسبب حماسته لضرب أهداف داخل إيران رداً على استهدافها جنوداً أميركيين في العراق، هو الذي يبدي تردداً في توجيه الضربة لقوات الأسد.
ومن غير المعروف ما الذي يدفع ماتيس إلى التردد، بيد أن الأوساط المتابعة لعملية اتخاذ القرار الأميركي أوردت عدداً من الأسباب، أبرزها أن وزير الدفاع يعتقد أن إضعاف الأسد يُفسح المجال أمام إيران في الاستيلاء على المزيد من مقاليد الحكم في دمشق.
ويبدو أن بعض دوائر القرار في أميركا، بالاشتراك مع حلفاء شرق أوسطيين، يعتقدون أن أي ضربة ضد الأسد يجب أن تطول قواعد تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم العاملة داخل سورية، لكن “ماتيس” والأرجح معه أيضاً “دانفورد” يعتقدان أن تصعيد الأمر لمواجهة مسلحة ضد الإيرانيين يُعرض حياة الجنود الأميركيين في العراق للخطر، وقد يجبر أميركا إما على تعزيز قواتها في العراق وإما سحبهم، علماً أن الخيارين مرفوضان سياسياً في واشنطن.
ويتصدّر الصقور ممن يدعون لشن ضربة قاسية ضد قوات الأسد، تؤدي أيضاً لإظهار الروس والإيرانيين في موقع ضعف عسكري، مستشار الأمن القومي السابق “هربرت ماكماستر” والحالي “جون بولتون” الذي تسلم منصبه الإثنين الماضي. ويُرجّح البعض أن التباين في المواقف بين ماكماستر وماتيس، وكلاهما من جنرالات الجيش، هو الذي ساهم في الإطاحة بالأول وخروجه من الإدارة.
يذكر أن أكثر من 78 مدنياً استشهدوا وأصيب المئات، إثر هجوم بغازات سامة نفذته طائرات الأسد على الأحياء السكنية في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
عذراً التعليقات مغلقة