مع كل مجزرة ترتكبها قوات الأسد بغطاء دولي يتولد انقسام بين مساند ومشارك فيها، وبين صامت ومتعامي عنها، أصبح هذا من بديهيات ردود الفعل الدولية على المذابح والمجازر المرتكبة في سوريا.
اختنقت دوما بالغازات الكيماوية، كحال معظم المدن السورية الثائرة عند استباحتها، الأهوال تصل تباعاً عبر المشاهد المصورة التي من المفترض أن تهز الإنسانية، وأن تضع حداً للقاتل.. هذا كل ما تتمناه الضحية المختنقة مع أنفاسها الأخيرة.
شعور العجز القاتل لا يقل عن سطوة الغازات الكيماوية التي اعتاد تنفسها من خرج على حكم نظام الأسد المجرم، مطالباً بالعيش الكريم الذي يستحقه السوري. حقاً إننا نختنق.. نشعر بحرقة شديدة، في الزفيق والشهيق مع كل نفس ملتهب، هل هذا تأثير جرعة كيماوية تلقيها مروحية عمياء هدفها من قرر العيش بعزة في الزمن الذل والهوان! إذاً دقائق تفصلنا عن مغادرة هذا العالم. لماذا لم يتحقق هذا؟ نريد أن نلحق بمن اختنقوا، أين العدالة إذا كان حالنا واحد لما سبقونا وتركونا نعيش الاختناق الدائم، العجز الخانق.
أكثر من 180 شهيداً استطاعوا أن يفروا بأرواحهم المختنقة من قذارة هذا العالم الذي أدمن رؤية جثثنا مقطعة تارة ومحترقة تارة ومختنقة تارة أخرى. كما أن اصغر طفل ثائر بات يعلم مدى انشغال العالم عنا كلاً منهم في مصالحه، وبات الدم السوري أكثر شيء يتم تداوله في الأسواق السياسية، وأقل الأشياء ثمناً، هكذا نحن بعيون من يرى اختناقنا.
عذراً التعليقات مغلقة