إذاً هي الثورة كانت آتيةً لا محالة.. من رحم الأرض ومن رَحم الأمهات الطاهرات.
كانت صرخةَ بين الصحو والحلم.. وكان علينا أن نختار بين الخوف وبين وجع الذُل.. وحُسم الجدال لرفع الذُل والخوف والقهرِ معاً.
ربما كانوا يتنبؤن بالهزيمة سلفاً لكن شيئاً لم ينهاهم.
بضعة شباب سوريين تجمعوا بقلب دمشق وصرخوا “حرية”.
جُنّ الأمن ولاحقهم المذعورون.
سبع سنوات مرت.. اقتلع بها المخرز العين مئات المرات.. ولم ييأس الشعب الذي خرج للحرية ولن يتراجع…
امتدت الثورة كربيعٍ مجنون بنيسان من دمشق وريفها إلى حوران لحمص وإدلب.. دير الزور، كل شبرٍ بسورية أزهر بشقائق النعمان، النشوة.. الغضب.. الإيمان والإصِرار كانوا يتجددون كل صباح مع كل مظاهرة كَبرت أو صَغُرت.. ثابتة أو طيارة كما كان يُحب أن يسميها الثوار آنذاك.. وكنا ننتظر ظهر يوم الجمعة لنشاهد عدد النقاط التي كانت تتضاعف اسبوعياً.
سبع سنوات ذاق بها السوريين مالم يذُقه شعب على مّر العصور، حتى أنه بمرات كثيرة أطلق العالم على عذابات السوريين اسم مآساة العصر .. لكن أحداً لم يقف معنا وقفة حق.
سبع سنوات.. استشهد عشرات الآلاف واعُتقل مئات الآلاف وهُجر الملايين.. ولم يتراجع المؤمنون عن إعتناق دين الثورة يوماً.
واليوم بعد إنتصارات كثيرة وهزائم لم تأتِ عن جٌبن بل لتكاتف أشرس وأحقد الجيوش على شعبنا… ها نحن لا زلنا نقف على ناصَية الحلم مُحتفلين حالمين مُصممين غير متراجعين عن أنها كانت ولازالت ثورة حقَ وثورة كرامة، ويكفينا فخراً أنّنا كسرنا تابوه الخوف من السلطة السياسية التي فقدت هيبتها.
كل عام وأنتم أحرار ولابد للّيل والظلم أن ينجلي.
عذراً التعليقات مغلقة