زكي الدروبي – حرية برس:
مع أصوات وضحكات ولقطات لأطفال يلعبون، ومع هرولة أحدهم يفتتح ” معاذ الأسعد” فيلمه بعبارة لطفلة على كرسي متحرك : “بدي ارجع امشي”، هذا حلم هذه الطفلة التي بقيت على قيد الحياة لكنها فقدت امكانية السير على قدميها لسبب ما من الأسباب الكثيرة المؤدية إلى هذا الوضع، لغم متفجر، شظية من قذيفة ما، … إنهم الأطفال الذين ولدوا في ظل الحرب المجنونة التي يقودها رئيس المافيا المتحكمة بسوريا، بشار الأسد.
تحلم الطفلة أن تمشي على قدميها لتزور أصدقاءها بدلاً من أن يزوروها، تقطع الكاميرا حديث الطفلة لتعود للطفل الذي يهرول، وتتوالى لقطات قصيرة لأطفال نازحين وللطفل الذي يهرول مع الطفلة المقعدة على الكرسي المتحرك وهي تتحدث أو يكون حديثها خليفة لمشهد الأطفال اللاهين وهي تروي حلمها أن تعود الأمور كما كانت، حدائق وألعاب، تحلم أن تعود الطفلة لبيتها وبلدها لتزور جدها وجدتها وأعمامها وعماتها.
تقاسيم القانون كخلفية تتبادل مع نبرة صوت الطفلة تعميق التأثير الدرامي في المشاهد، ثم عدد من الأطفال يتحدثون عن احلامهم تروي جرح أطفال سوريا. إنها قضية الطفل السوري كما يقول موقع “زمان الوصل الإخباري” المنتج لهذا الفعل.
لقطات قريبة ثابتة لوجوههم، تنقل أحاديث عيونهم تشكو وجعهم ومعاناتهم، تنقل عذاباتهم في مناطق نزوحهم، تؤكد أنهم أحياء بالصدفة، إذ لم تصدفهم طلقة قناص من عصابة الأسد أو قذيفة من طائرة تقتلهم، لأنهم “البيئة الحاضنة للإرهاب” كما تحدث رئيس عصابة آل الأسد، أو برميل من حوامة يحولهم لأشلاء أو يسحقهم تحت بيتهم، تنقل أيضاَ معاناتهم .
لقطات متوسطة وكاميرا هادئة بحركة بطيئة تنقل أجواء ألعابهم بين ركام المنازل، وبين الخيام، في الطين وفي أوحال النزوح، وتنقل أحلامهم بأن يصبحوا أطباء يداوون الأطفال المرضى أو مهندسون يبنون ما دمرته عصابة الأسد.
تنهي الطفلة المقعدة حديثها برغبتها بتوزيع البسكويت والحليب على الأطفال كي لا يحزنوا، تبتعد الكاميرا رويداً رويداً لتظهر في الكادر المخيمات المنتشرة بين ما تبقى من أشجار لتبتعد أكثر وأكثر، وتعود الكاميرا إلى الغيوم مثلما بدأت ونعود معها إلى فراشنا الوثير ودفء منازلنا بعد أن زرنا أطفال سوريا النازحين، وتعرفنا عليهم لما يقارب الثلاث دقائق.
الفيلم من انتاج الزميلة “زمان الوصل”، فكرة وتصوير معاذ الأسعد ، الاشراف العام علي عيد
لمشاهدة الفيلم: بدّي إرجع إمشي – فيلم قصير
عذراً التعليقات مغلقة