مقابر طابقية في دوما

فريق التحرير19 ديسمبر 2017آخر تحديث :
لقلة الأراضي وقصف النظام للمقابر المحيطة في دوما ابتكر مهندسو المدينة نظام المقابر الجماعية – عدسة عمران الدوماني

عمران الدوماني – حرية برس:

بعد ارتفاع عدد الشهداء في مدينة دوما، واستهداف قوات الأسد للمشيعين في المقابر الموجودة على أطراف مدينة دوما، وعدم وجود مساحات كافية للدفن بداخل المدينة، ابتكر مهندسو المجلس المحلي للمدينة المقابر الطابقية التي تستوعب عدد أكبر من الجثث في مساحة صغيرة.

بلغ عدد شهداء مدينة دوما لوحدها منذ بداية قصف قوات نظام الأسد عليها في أوائل عام 2013 وحتى وقتنا هذا أكثر من 7000 شهيد وكان يتم دفنهم في المقابر العامة والتي تتواجد على أطراف المدينة، وكانت قوات الأسد تستهدفها يومياً بقذائف المدفعية وقذائف مدفع الـ 23 مما اضطر الأهالي لبناء مقبرة جديدة داخل مدينة دوما.

يجري الدفن حالياً بثمانية طوابق ويقوم العمال بحفر القبور ضمن هذه الرقعة – عدسة عمران الدوماني

ومع ازدياد القصف الهمجي على المدينة من قبل قوات النظام، وازدياد أعداد الشهداء، وارتكاب النظام للعديد من المجازر فيها، حيث فاق عدد الشهداء في أحد المجازر المئة شهيد، ضاقت الأراضي بهذه الأعداد الهائلة من الشهداء فبادر مهندسون مختصون في المجلس المحلي في لمدينة دوما لإيجاد طريقة لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة ضمن رقعة أرض صغيرة تؤمن سرعة الدفن، وتسع هذه الرقعة الصغيرة حوالي 1000 قبر، ويجري الدفن حالياً بثمانية طوابق ويقوم العمال بحفر القبور ضمن هذه الرقعة.
وشرح أبو الجود أحد العاملين في المقبرة لـ “حرية برس” طريقة إنشاء المقابر الطابقية بالتالي: تبنى المقابر الطابقية المكونة من ثمانية طوابق من المواد المصنوعة محلياً من التبن والطين، وتغطى هذه القبور بالبلاط المقوى بقصب البربار، ويغطى بعدها الطين بشكل محكم، وأخيراً ترش القبور بالمبيدات الحشرية لمنع تجمع الحشرات، ويتم زراعة أشجار في محيط المقبرة لتحسين المظهر العام.

واستهدفت قوات النظام المقبرة بشكل متكرر بقذائف المدفعية، ما تسبب بحدوث إصابات وارتقاء شهداء، وكان آخرها استشهاد ثلاثة من العاملين في المقبرة بينهم مدير مكتب المقبرة.

وثق مكتب المقبرة عدد الوفيات الموجودين في المقبرة حوالي 5122 منهم 3368 رجل و 812 امرأة و 942 طفل وطفلة، منهم حوالي 3432 شهداء من أصل العدد الكلي للوفيات.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل