ياسر الأطرش
منفى أقلّ
قصيدة جديدة للشاعر ياسر الأطرش
ما بين رفض ملامح المدن الغريبةِ
وانتحار الظلِّ في المنفى
أرتّب ما تبقّى من خطايَ
لكي أموتَ كما أريدُ
معانقاً لغتي، بريئاً من تراب الآخرينْ..
***
حاراتُ إسطنبولَ مغريةٌ
ينامُ العاشقونَ، ولا تنامُ
كأنها موصولةٌ بالغيبِ
لكنْ
حضن ضيعتنا الصغيرُ
يظلُّ أوسعَ
فهو يحتضن المدى
ويحدُّ أطراف الضياءِ
ولا يخون الراحلينْ..
***
من نبتة المعنى إلى شوك الحقيقةِ
لا مسافةَ تمنح الإنسان خاصرةً
ليستقوي على طعن الخناجرِ
إنهُ إنْ ضلَّ درب الماءِ
لن يجدَ السبيل إلى الروايةِ
ثم يُنسى في حكايا العابرينْ..
***
حشدٌ من الأشواق يحرسُ غربتي
ويعيذُنِي من فتنة الأبوابِ
يفتح صُرَّة الماضي
فتنبتُ في شقوق يديَّ أزهار الحنينْ..
كل الشهور أتتْ
سوى أيلول
ظلَّ مرابطاً في البيت
ينتظر الخطى
ويعدُّ لي مطراً برائحة البدايةِ
ليس من ماءٍ مهينْ
***
عذراً التعليقات مغلقة