علي عز الدين – الرستن – حرية برس:
مع استمرار الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام على الريف الشمالي لحمص، والذي خلف معاناة انسانية كبيرة، تتفاقم يوماً بعد يوم مع طول مدة الحصار. مما دفع المحاصرين لمحاولة تأمين سبل معيشتهم عبر المشاريع الصغيرة التي تؤمن لهم الحد الأدنى لمعيشتهم، في ظل ضعف الجمعيات والمؤسسات الاغاثية المتواجدة في المنطقة، والتي تحتمل أعباءاً تفوق مقدرتها.
بدوره يؤكد “عمار أبو محمد” أن صندوق مكتب الإغاثة التابع للمجلس المحلي في مدينة الرستن “فارغ، ولا يملك إمكانيات لمساعدة المحتاجين” وأضاف لـ “حرية برس” وهو رئيس المكتب الإغاثي في الرستن أن “مكتبهم وثق ما يقارب من 12000 عائلة محتاجة حالتها معدومة وتحت الصفر”.
يقول أبو محمد أن مكتب الاغاثة في الرستن قام بوضع خطة عمل حاول أن يطرحها على كافة المحتاجين بالتعاون مع الجميعات والمنظمات الإنسانية ويأتي بالخطة حثهم على الاعتماد على الذات وذلك من خلال مشاريع بدائية صغيرة برأس مال ضئيل، ويأمل أن يحصل المكتب على بعض الدعم كي يستطيع مساعدة هؤلاء المحتاجين في مشاريعهم.
“فؤاد اليوسف” رجل في الأربعين من عمره، وهو أب لخمسة أولاد، نزح من بيته في الرستن الذي تعرض للقصف إلى المزارع الشرقية للمدينة.
اليوسف أوضح أن وظيفته قبل الثورة في معمل السكر في حمص كانت تكفيه، لكن طول زمن الحرب والحصار المفروض على ريف حمص الشمالي اضطرني للتفكير في مشروع صغير يعيلني انا واسرتي بدلا من انتظار سلال الاغاثة، واتقت مع تاجر ليورد لي مادة البنزين وادفع له نصف ثمنها والباقي بعد مبيع البضاعة. وأضاف ” اليوسف ” أبيع يوميا 40 ليتر بنزين حيث ان ثمن الليتر الواحد من البنزين اشتريه بالجملة من التاجر ب 400 ليرة سورية واضيف عليه 25 ليرة وبهذا اوفر لنفسي ولعائلتي 1000 ليرة سورية اي 2 $ تقريبا بالإضافة لبيع الخضراوات المتوفرة ضمن المنطقة، وهذا العمل البسيط يؤمن لي مردود بسيط مقارنة بما كنت اتقاضاه قبل الثورة، لكنه بجميع الاحوال افضل من الجلوس والانتظار.
“أبو سامر” كان يعمل كسائق لسيارة شحن وفرت له دخلا ممتازاً، لكنه اعتقل في 2011 على أحد حواجز النظام، بعد الحملة العسكريةعلى الرستن، وبعدها لم يستطع الخروج من ريف حمص الشمالي خوفاً من تكرار تجربة الاعتقال.
يقول ” أبو سامر” لـ “حرية برس” : بعد معاناتي بسبب الحصار ونقص كافة مقومات الحياة وعدم توفر فرص العمل قررت أن أعمل “اسكافي” خياط للأحذية برأس مال بسيط حاولت تأمينه من خلال توفير بعض المواد من السلل الغذائية وبيعها وقمت بافتتاح محل صغير لخياطة الأحذية بأدوات بدائية كالمسلة وغيرها وبعد مرور 6 أشهر قمت بتوسيع محلي واشتريت ماكينة لخياطة القماش وأصبحت أوفر مردوداً يكفيني نوعاً ما في تأمين أهم احتياجات عائلتي.
وتعتبر مدينة الرستن أكبر مدن الريف الشمالي لحمص، ويقطن بها ما يقارب 65 ألف نسمة، عدا عن النازحين من قرى جوالك وسنيسل والحلموز وتيرمعلة وقزحل وحيّ الوعر وحمص المدينة، وجميعهم يعانون أيضاً من ظروف إنسانية قاسية للغاية.
عذراً التعليقات مغلقة