تعتبر الغوطة الشرقية من أهم المناطق الزراعية في سوريا، حيث كانت بمثابة رئة العاصمة دمشق والمورد الرئيسي للمنتجات الزراعية والحيوانية، إلا أن الحصار المطبق على الغوطة منذ نحو خمس سنوات تسبب بتدهور حاد في القطاع الزراعي.
ويعد القمح الغذاء الرئيسي لسكان سوريا بشكل عام، ويعتبر تأمينه بمثابة تحدّي البقاء على الحياة للمحاصرين في الغوطة، وبالنسبة لموسم القمح؛ فقد أغلب فلاحي الغوطة محاصيلهم بسبب صعوبة الريّ واستهداف قوات الأسد المتكرر للأراضي الزراعي، مما أدى لقلّة القمح في الغوطة وارتفاع أسعاره بشكل جنوني.
يعاني فلاحو الغوطة الشرقية من صعوبات كبيرة نتيجة الحصار؛ أبرزها ارتفاع أسعار المحروقات والبذار والأسمدة والمبيدات الحشرية، حيث يصل سعر بعض المواد إلى عشرين ضعفاً عمّا كانت عليه في السابق.
يقول “أبو أحمد” وهو أحد المزارعين في حديث لحرية برس: “نواجه العديد من الصعوبات في زراعة القمح، من أهم هذه الصعوبات الحصول على بذرة القمح، النظام يفرض علينا حصاراً خانقاً ولم نتمكن من شراء بذور القمح هذا العام، وإن وجدت فأسعارها خيالية ومرتفعة جداً. كان سعر كيلو بذر القمح قبل الحصار 2000 ل.س أما الآن فيبلغ الكيلو الواحد سعره 15000 ل.س!”. وتحدث لنا عن مصاعب عديدة منها صعوبة السقاية وصعوبة حماية محاصيل القمح من قصف النظام وغيرها.
من جانبه قال الأستاذ “خليل عيبور” رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما لحرية برس إن جميع الفلاحين في الغوطة الشرقية يواجهون تحديات ومشاكل عديدة في زراعة القمح بدءاً من تأمين البذار الذي ارتفعت أسعاره بشكل جنوني إلى السقاية ومتاعب تأمين المحروقات وحتى حصاد المحصول الذي قد يكلف المزارعين حياتهم نتيجة استهداف قوات الأسد المتعمد للأراضي الزراعية.
وأضاف “عيبور” أنهم يسعون في المجلس المحلي لإيجاد حلول لمشاكل الفلاحين وخاصة أصحاب محاصيل القمح،حيث يتلقون العديد من الشكاوى يومياً من المزارعين حول سقاية المحاصيل وحمايتها من القصف، إلا أن المجلس المحلي يجد نفسه عاجزاً أمام تأمين حلول لتلك المشاكل التي تفوق قدرته.
وتفرض قوات الأسد حصاراً مطبقاً على الغوطة الشرقية منذ نحو خمس سنوات، وتمنع دخول المواد الغذائية والأساسية والطبية، ضمن سياسة “الجوع أو الركوع” التي ينتهجها النظام السوري تجاه أهالي المناطق الثائرة.
- إعداد: عبيدة الدوماني – مالك الخولي
عذراً التعليقات مغلقة