حرية برس
أصدرت جبهة فتح الشام (النصرة) بياناً يوم السبت، ردّت فيه على بيان حركة أحرار الشام أمس الجمعة حول الأحداث الأخيرة، نافية نفياً قاطعاً أنها أبلغت الحركة بأن حلّ الوضع الحالي يكون باحتواء الفصائل، في الوقت الذي تواصل فيه (جبهة النصرة) اعتداءها على ألوية صقور الشام في جبل الزاوية وجيش الإسلام في منطقة بابسقا بريف إدلب الشمالي، بعد قضائها مؤخراً على فصيل “جيش المجاهدين” أحد أبرز فصائل الجيش الحر في الشمال السوري.
ورأت الجبهة أن خطوة احتواء الفصائل داخل أحرار الشام لن تكون حلاً واقعياً للمشكلة والأحداث التي تحصل اليوم، مشيرة إلى أنها ومنذ بداية تحركها الأخير ضد الفصائل “وهي تحرص كل الحرص على عدم إراقة الدماء، وأن ذلك كان واضحاً جلياً فى توصياتهم الشديدة لأفرادها وجنودها.”
وقالت الجبهة في بيانها “بعد ستة أعوام من ثورتنا المباركة، دخلت الساحة الشامية في حالة ترهل عسكري وتشتت سياسي، نتيجة لأسباب عديدة سبق ذكرها، وكان من أبرزها عدم تحمل مسؤولية المعركة التي يخوضها أهل الشام، مع بيع وتضييع لثمرة تلك التضحيات في الخارج بصورة مهينة، إضافة إلى تآمر البعض على فوق المجاهدين وشوكتهم ووضعهم كورقة مساومة ضمن أوراقه السياسية، الأمر الذي دفعنا للمطالبة بترتيب الصف الداخلي والخارجي حتى نعيد مسار الثورة إلى طريقها الصحيح – بالتعاون مع إخواننا من الفصائل الصادقة – وصولاً لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام المجرم وحماية أهلنا وتحرير أرضنا”.
واعتبرت الجبهة ” أن المشكلة لدينا ليست في وجود تلك الفصائل من عدمها، فقد جربت الساحة التجمعات الجبهوية الفصائلية وثبت فشلها أكثر من مرة، بل لم تكلل محاولة واحدة بالنجاح المأمول لعدم توفر أسبابه على أرض الواقع، وإنه من العبث أن نعيد تلك التجارب الفاشلة في وقت الشدة الذي نعيشه وما بحالك لنا في الداخل والخارج”.
وأضاف البيان “إن وضع الساحة اليوم لا يحتمل المسكنات والمهدئات لإيهام الشعب الثائر المكلوم بوحدة هشة لا تحقق آماله وتطلعاته، وإن الحل الصحيح الذي نراه وفقا لمعطيات الساحة هو توحيد قرار السلم والحرب للساحة ككل، ووضع كل المقدرات المادية والبشرية تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة، تذوب فيها أغلب الفصائل والتجمعات في كيان حقيقي واحد وتحت أمير واحد، ضمن جدول زمني يتناسب مع وضع الساحة، وضوابط وآليات تضبط جديته وتحقيقه على الأرض، في ظل متابعة وعناية من في الساحة من أهل العلم الكرام الذين شهد لهم بالعلم والفضل والدراية بالواقع”.
وأوضح البيان في ختامه أنه جرى مؤخراً لقاءات وجلسات مكثفة مع بعض المشايخ المستقلين وعدد من بعض الفصائل، ونتج عن هذه اللقاءات تأكيد على إيقاف إطلاق النار، ونقاش حول إيجاد حلول جذرية تحفظ الثورة والجهاد، وتحمي أهلنا وتدافع عنهم.
عذراً التعليقات مغلقة