أشار إعلام عبري، الخميس، إلى أن الإدارة الأمريكية أعدّت خطة تقضي بتكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، برئاسة إدارة مؤقتة لتولي شؤون قطاع غزة.
وورد ذلك وفق ما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلاً عن “مصدر سياسي عربي” لم تكشف هويته.
وتزامن هذا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن خطة مؤلفة من 21 بنداً قدّمها لقادة دول عربية وإسلامية، بهدف إنهاء الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة منذ عامين، والتي أسفرت عن مقتل 65 ألفاً و502 شخص وإصابة 167 ألفاً و376 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
وعرض ترامب هذه الخطة على القادة العرب والمسلمين خلال اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.
وصرّح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال مؤتمر “كونكورديا 25” في نيويورك مساء الأربعاء، بأن “الخطة التي طرحها ترامب تتضمن 21 بنداً”.وتابع ويتكوف موضحاً: “نحن متفائلون، بل واثقون بأننا سنعلن في الأيام القادمة إنجازاً ما”، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.
وكشفت صحيفة “هآرتس” أن الخطة الأمريكية تنص على تولي بلير مسؤولية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بدعم من قوات دولية مكلفة بمراقبة وحماية حدود القطاع.
وأوردت الصحيفة، استناداً إلى المصدر نفسه، أن “الخطة التي جرى عرضها على قادة عرب، تتضمن في مرحلة لاحقة نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية، غير أنها لا تحدد جدولاً زمنياً لذلك”، مضيفاً أن المرحلة الأولى من الإدارة الجديدة في غزة “لن تكون بمشاركة السلطة الفلسطينية”.
وفي ظل غياب إعلان رسمي من واشنطن حول الخطة، أفادت القناة “12” العبرية الخاصة، نقلاً عن مصدرين لم تكشف هويتهما، أن ترامب أكد خلال اجتماعه مع قادة الدول العربية والإسلامية على “ضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل”.
وبحسب القناة، فإن البنود الأساسية للخطة تشمل: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين (48 أسيراً، بينهم 20 على قيد الحياة وفق التقديرات الإسرائيلية)، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل القطاع.
كما ينص المقترح على تشكيل إدارة مدنية لمرحلة ما بعد الحرب لا تضم حركة “حماس”، مع إنشاء قوة أمنية مشتركة من فلسطينيين وجنود من دول عربية وإسلامية، إلى جانب تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وضمان تسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية.
وأوضحت القناة أن ترامب دعا القادة العرب والمسلمين إلى دعم المبادئ المطروحة، والالتزام بالمشاركة في إدارة مرحلة ما بعد الحرب.
في المقابل، أشارت القناة إلى أن الدول العربية والإسلامية اشترطت للموافقة على الخطة التزام إسرائيل بعدم ضم أي مناطق من الضفة الغربية أو غزة، ووقف بناء المستوطنات في القطاع، والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى زيادة فورية في المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
كما ذكرت القناة أن ترامب يعتزم طرح هذه المبادئ على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع مقرر بالبيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، من أجل ضمان دعمه للخطة.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون للقناة أن نتنياهو على اطلاع مسبق على تفاصيل المقترح الأمريكي، مشيرين إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب منه، ناقش البنود مؤخراً مع صهر ترامب جاريد كوشنر، وكذلك مع توني بلير.
