أعلن عبد الله أوجلان، زعيم “حزب العمال الكردستاني – PKK”، من داخل سجنه في تركيا، نهاية الكفاح المسلّح ضد الدولة التركية.
ويُعد الإعلان المصوّر نتيجة تحوّل استراتيجي في توجه الحزب، بعد عقود من المواجهة، استجابة للتغيرات الإقليمية والدعوة إلى خيار ديمقراطي بديل.
وسجّل الظهور المفاجئ لأوجلان بعد انقطاع دام 26 عاماً، حيث ألقى كلمة باللغة التركية، قال فيها: “زمن الكفاح المسلّح انتهى، وانتهى زمن حرب التحرير الوطنية”.
وأوضح أوجلان في كلمته أن “نؤمن اليوم بقوة السياسة والعمل الديمقراطي، لا بالسلاح”، داعياً أنصار الحزب وكافة القوى الكردية إلى الالتزام بنبذ العنف والعمل السياسي.
وشدّد أوجلان على أن “PKK” لم يعد يسعى لإقامة دولة قومية كردية، بل يتبنى اليوم استراتيجية جديدة، موضحاً: “بلغنا مرحلة تتطلب خطوات عملية وجادة، لقد انتهت استراتيجيتنا كحركة قائمة على مشروع قومي تقليدي”.
وطالب أوجلان البرلمان التركي بتشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية السلام، تتضمن نزع السلاح طوعاً وتأسيس آليات للعدالة الانتقالية، لافتاً إلى أنّ “التطورات الإقليمية -في إشارة إلى ما تشهده الساحة السورية من تغييرات- تؤكّد أهمية هذه الخطوة التاريخية”.
وكان “حزب العمال الكردستاني – PKK” قد أعلن في 12 أيار الماضي قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح، تماشياً مع دعوة مؤسسه “عبدالله أوجلان”، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد منذ اعتقاله في 1999.
يُحتجز عبد الله أوجلان في سجن “إمرالي”، الواقع على جزيرة معزولة في بحر مرمرة بتركيا، منذ اعتقاله في عملية أمنية دولية عام 1999، وقد كان السجين الوحيد هناك لفترة طويلة، ويُعتبر أحد أكثر السجناء حراسة في تركيا، حيث يخضع لقيود صارمة وظروف عزل مشددة.
