من رماد الحرائق… يولد صوت الوطن

ألفت السعيدي8 يوليو 2025آخر تحديث :
مدنيون متطوعون يساعدون في جهود الدفاع المدني السوري لإخماد حرائق الغابات في الساحل السوري

النار لا تفرّق… وكذلك التضامن..
في الأيام القليلة الماضية، اجتاحت حرائق ضخمة غابات وقرى في ريف محافظة اللاذقية، مسببة خسائر كبيرة في الغطاء الحراجي، وتهجير عدد من العائلات.
ورغم الألم والدمار، برزت صورة مشرقة: السوريون – من مختلف المدن والطوائف – اتحدوا في مواجهة النار.
من دمشق إلى حمص، من السويداء إلى إدلب، إلى حلب، جاءت المساعدات، وخرجت دعوات للتضامن، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل الحب والدعم.
لم يُسأل المتضررون عن طائفتهم، ولم يُسأل المتبرّعون من أي منطقة أتوا.
الإنسان أولًا… لا مكان للفتنة..
قال أحد المتطوعين في عمليات الإغاثة:
“ما من بيت في سوريا لم يذق الألم… لذلك، فإن بيت الساحل هو بيتنا، كما كان بيت إدلب ودرعا ودوما.”
لقد حاول البعض استغلال الحريق لزرع الفتنة أو إعادة إنتاج خطاب الكراهية، لكن الرد الشعبي كان أوضح:
“كل سوري موجوع، وكل نار تمسّ جزءًا من وطننا تمسّنا جميعًا.”
دعوة لضمير الوطن..
اليوم، وفي خضم المحنة، تظهر فرصة نادرة:
أن نعيد بناء الثقة بين السوريين، بعيدًا عن الطائفية، بعيدًا عن الانتقام.
أن نزرع بدلاً من الرماد أشجارًا من المحبة والعيش المشترك.
“إذا احترق الجبل اليوم، فلنحمي قلوبنا من أن تشتعل بالكراهية.”
من تحت الرماد… ينبت الأمل..
قد تكون الحرائق أحرقت غابة، لكنها لم تحرق ضمير السوريين.
الوطن ليس الجبل فقط، بل القلوب التي ترفض التفرقة، وترى في الآخر أخًا، لا خصمًا.
فلنحمل هذا الدرس، ونجعل من هذه المحنة بداية جديدة، لا لعهد سياسي… بل لعهد إنساني.
اقتباس ختامي:
“وطني ليس حقيبة، وأنا لست مسافر… إنني العاشق والأرض الحبيبة” – محمود درويش

اترك رد

عاجل