قنبلة “GBU-57”.. سلاح أميركا الفتاك ضد المنشآت النووية الإيرانية

"GBU-57": السلاح الأميركي الذي قد يحسم المواجهة مع إيران

فريق التحرير22 يونيو 2025آخر تحديث :
قنبلة “GBU-57” الأميركية – أسوشيتد برس

فتاة سحلول – حرية برس:

في ظل التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، ووسط تحذيرات دولية من انفجار عسكري قد يمتد إلى عمق الشرق الأوسط، عاد اسم قنبلة “GBU-57” الأميركية إلى الواجهة بوصفها السلاح الوحيد في العالم القادر على تدمير المنشآت النووية المحصنة تحت الأرض، خاصة في إيران فما هي هذه القنبلة؟ ولماذا يُنظر إليها كأحد أكثر أدوات الردع فتكا في الترسانة الأميركية؟

ما هي قنبلة “GBU-57″؟

تحمل القنبلة اسمها الكامل GBU-57A/B Massive Ordnance Penetrator (MOP)، وهي قنبلة خارقة للتحصينات طورتها شركة بوينغ لحساب سلاح الجو الأميركي. ويبلغ وزنها نحو 13 طنًا (30,000 رطل)، ما يجعلها أضخم قنبلة غير نووية في الترسانة العسكرية الأميركية.

تم تصميم هذه القنبلة خصيصًا لاختراق التحصينات الخرسانية العميقة والمنشآت المدفونة تحت الجبال، كالمفاعلات النووية أو مخازن الأسلحة الاستراتيجية وقد تم اختبارها لأول مرة في عام 2011، وتخضع منذ ذلك الحين لتحسينات متكررة على المدى القصير.

قدرات خارقة للاختراق

بحسب تقارير نُشرت مؤخرًا في صحفٍ دولية مرموقة مثل “الباييس” الإسبانية و”فاينانشال تايمز” البريطانية، تستطيع القنبلة GBU-57اختراق نحو 60 مترًا من التربة الصخرية أو 18 مترًا من الخرسانة المسلحة، قبل أن تنفجر داخل الهدف.

هذا يجعلها القنبلة الوحيدة عالميًا القادرة نظريًا على الوصول إلى منشآت نووية إيرانية كـ”فوردو” و”ناتانز”، التي بُنيت خصيصًا داخل الجبال وتحت طبقات من الحماية الجيولوجية والهندسية.

كيف يتم إطلاقها؟

لا يمكن إطلاق GBU-57 إلا من طائرة واحدة فقط في العالم، وهي قاذفة القنابل الأميركية الشبح B-2 Spirit، نظرًا لضخامتها ووزنها الهائل وتُعرف هذه الطائرة بقدرتها على التسلل إلى أجواء العدو دون أن تُكتشف، مما يمنحها ميزة استراتيجية كبيرة في تنفيذ عمليات دقيقة.

استخدام محكوم بالحسابات السياسية

رغم أن الولايات المتحدة لم تستخدم GBU-57 في أي عملية عسكرية حتى الآن، إلا أن الحديث عنها يتجدد كلما اشتد التوتر مع إيران. وفي الأشهر الماضية، ووسط التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب، ظهرت صور لقاذفات “B-2” على المدرجات الأميركية تحمل القنبلة، في رسائل رمزية واضحة، قبل أن تُحذف الصور لاحقًا من حسابات وزارة الدفاع.

ووفقًا لتحقيق نشرته صحيفة “هافينغتون بوست” بنسختها الدولية إلى أن القنبلة قد طُلبت فعلاً من قبل إسرائيل في إطار التنسيق العسكري مع الولايات المتحدة، لكن واشنطن لا تزال تحتفظ بها كسلاح ردع، وليس للاستخدام المباشر.

 لماذا إيران تحديدًا؟

الحديث عن GBU-57 يرتبط بشكل مباشر بـ منشأة فوردو النووية الإيرانية، الواقعة داخل جبل في محافظة قم، والتي تُعد واحدة من أكثر المواقع تحصينًا في العالم وقد أُنشئت لتكون منيعة أمام الضربات الجوية التقليدية.

ومع تصاعد المخاوف الغربية من إمكانية تطوير طهران لسلاح نووي، تُطرح هذه القنبلة كـ”الخيار الوحيد القادر على شلّ هذه المنشآت” إن فشلت الطرق الدبلوماسية، خصوصًا بعد انهيار الاتفاق النووي وعدم التوصّل لاتفاق جديد.

إن قنبلة GBU-57 ليست مجرد سلاح تقني متطور، بل أداة سياسية حساسة تُستخدم في رسائل الردع الاستراتيجي فهي بمثابة خيار “الضربة الأولى الحاسمة” في حال قررت واشنطن أو تل أبيب استهداف البرنامج النووي الإيراني بشكل مباشر.

لكن استخدامها الفعلي يحمل أيضًا مخاطر جسيمة، قد تؤدي إلى إشعال حرب شاملة، أو تسرب إشعاعي من المواقع المستهدفة، أو حتى دخول لاعبين دوليين مثل روسيا في خط المواجهة.

وهكذا تبقى GBU-57 في الوقت الراهن ورقة ضغط أميركية من العيار الثقيل، تلوّح بها واشنطن دون أن تُخرجها من الحظيرة… حتى الآن.

اترك رد

عاجل