جدري القرود.. هل نحن أمام كورونا جديدة؟

فريق التحرير27 أغسطس 2024آخر تحديث :
جدري القرود عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الأشخاص بالمخالطة

تتخوف الأوساط الطبية من تحول مرض جدري القرود إلى جائحة على غرار كورونا “كوفيد -19”.

تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية كشف قبل أيام نقلا عن علماء ومسؤولين بالصحة العامة، أنه “كان بالإمكان تجنب تفشي جدري القردة في قارة أفريقيا، لو تم الأخذ في الاعتبار التحذيرات السابقة، وتوفير المزيد من اللقاحات”، قبل أن ينتشر الأمر ليشغل العالم بأسره ويدفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ.

ما هو جدري القردة

حسب منظمة الصحة العالمية، يُعرف جدري القردة اختصاراً باسم إمبوكس (Mpox)، وهو مرضٌ يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الأشخاص، عن طريق المخالطة المباشرة بشكل رئيسي، وأحياناً من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب بجدري القردة. وفي الأماكن التي يوجد فيها فيروس جدري القردة بين بعض الحيوانات البرية، يمكن أيضاً أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها.

وإلى الآن قتل الفيروس حوالي 575 شخصا في جمهورية الكونغو ، بينما أصاب أكثر من 20 ألفا، منذ بداية عام 2024، وفقا لأحدث البيانات من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا.

ويسبب المرض أعراضا أشبه بالإنفلونزا، إلى جانب بثور مليئة بالقيح في الجسد، وعادة ما تكون أعراضه معتدلة، إلا أنها قد تؤدي إلى الوفاة، كما يزيد خطر المضاعفات على الأطفال والحوامل وذوي المناعة الضعيفة.

وكانت قد أقرت منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين، خطة مدتها ستة أشهر للمساعدة في وقف تفشي جدري القرود، تشمل زيادة عدد الموظفين في البلدان المتضررة وتعزيز استراتيجيات المراقبة والوقاية والاستجابة.

وأشارت المنظمة إلى أنها تتوقع أن تتطلب الخطة التي ستستمر في الفترة من سبتمبر/ أيلول إلى فبراير/ شباط من العام المقبل 135 مليون دولار من التمويل، وتهدف إلى تحسين الوصول العادل إلى اللقاحات، وخاصة في البلدان الإفريقية الأكثر تضررا من تفشي المرض.

ووفق الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية، لورنس ليزينبورغس، الذي يعمل في الكونغو، واكتشف هو وزملاؤه تحور الفيروس في يناير الماضي، فإنه حتى وقت قريب، كانت هناك فرصة للتحرك لاحتواء الفيروس، حيث قال لـ”بلومبيرغ”: “لقد فاجأني ما رأيناه حقا، لقد كان تفشيا مختلفا تماما”.

واعتبر ليزينبورغس أنه “لو تم إعطاء التطعيمات وأجريت الاختبارات والمراقبة على نطاق واسع، لكان من الممكن تجنب حالة الطوارئ الصحية الأخيرة”، التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية في 14 أغسطس/آب الجاري.

ومن جانبها، قالت عالمة الأوبئة، آن ريموين، التي تعمل في الكونغو منذ 22 عاما لفهم كيفية انتشار الفيروس: “لم يكن لدينا أموال لمعالجة آليات انتقال العدوى أو أي قضايا أخرى، لمدة عقدين من الزمن”.

كان زعماء أفارقة، من بينهم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، قالوا إن القارة “تعرضت للتجاهل” خلال حالة الطوارئ السابقة، التي “ركزت على نشر اللقاحات في الدول الغربية” لوقف انتشار المرض.

وذكر رامافوزا في بيان له يوم 17 أغسطس/آب الجاري، أن إعلان منظمة الصحة العالمية هذه المرة “يجب أن يكون مختلفا، ويصحح المعاملة غير العادلة من الإعلان السابق، من تطوير اللقاحات والعلاجات وإتاحتها في المقام الأول للدول الغربية، مع القليل من الدعم المقدم لأفريقيا”.

من الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بجدري القردة؟

وتوضح منظمة الصحة العالمية أن خطر الإصابة بالعدوى يصيب المخالطين المقربين لشخص مصاب بالمرض. وتشمل المخالطة الوثيقة التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس)؛ أو ملامسة الفم للفم أو الفم للجلد (مثل التقبيل)؛ وقد يشمل أيضاً المخالطة وجهاً لوجه مع شخص مصاب بإمبوكس (مثل التحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر مما قد يولد جزئيات تنفسية معدية). والأشخاص الذين يلمسون الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والأجهزة الإلكترونية والأسطح الأخرى التي لمسها شخص مصاب بإمبوكس معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالعدوى.

المصدر بلومبيرغ - منظمة الصحة العالمية
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل