دمشق – حرية برس:
ما يزال مئات السوريين ينتظرون معتقليهم في العراء قرب جسر “الرئيس” وسط دمشق، بعد إفراج نظام الأسد عن العشرات من المعتقلين خلال اليومين الماضيين بعد قانون العفو الرئاسي.
جسر الرئيس الذي بات اسمه عند مؤيدي الثورة السورية “جسر المعتقلين” شهد وصول عدة حافلات خلال اليومين الماضيين تابعة لسجن صيدنايا وسجن عدرا المركزي، أنزلت بشكل عشوائي عشرات المعتقلين في حالة صحية سيئة للغاية وبعضهم فاقد ذاكرته، دون أن يكون بحوذتهم وثائق تعريف بشخصياتهم أو ملابس وبعضهم من دون أحذية، استقبلتهم جموع من أهالي وأقرباء المعتقلين في سجون الأسد ممن ينتظرون أي معلومة عن معتقليهم، ومعظمهم ما زال منتظرا حتى كتابة هذا التقرير دون بارقة أمل.
مراسل “حرية برس” في دمشق أفاد بأن المئات من عناصر الأمن يتواجدون في محيط الجسر مع وجود ملحوظ لوسائل إعلام تابعة للنظام وقريبة منه، فيما ينتظر أطفال ورجال ونساء من مختلف المحافظات للحصول على أي معلومة من المعتقلين المفرج عنهم لسماع خبر عن أقاربهم المعتقلين الذين مضى على اعتقال بعضهم أكثر من عشر سنوات.
وكان بشار الأسد أصدر السبت الماضي مرسوماً قضى “بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين” قبل 30 نيسان/أبريل 2022، “عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب”.
وذكرت وزارة العدل التابعة لنظام الأسد في بيان ليل الثلاثاء أنه “تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية”، على أن يصار الى إطلاق جميع المشمولين بالعفو “تباعاً خلال الأيام المقبلة” في انتظار استكمال الإجراءات. ولم تنشر الوزارة قوائم بأسماء أو أعداد من يشملهم العفو.
ووفق مكتب التوثيق في تجمع ثوار سوريا فإن العدد الحقيقي للمفرج عنهم لا يتجاوز مائتي معتقل حتى الآن، حوالي خمسين معتقلا منهم أفرج عنهم من سجن صيدنايا سيء الصيت، الذي قتل فيه آلاف المعتقلين تحت التعذيب على يد رجال أمن نظام الأسد، في حين سجل الإفراج عن أكثر من مائة سجين في المحافظات الأخرى، حوالي 30 منهم من محافظة درعا.
وفي حين يحاول نظام الأسد تلميع صورته بمرسوم العفو، كشفت مشاهد السوريين المنتظرين أبناءهم تحت “جسر المعتقلين” هول كارثة الاعتقال والإخفاء القسري لعشرات الآلاف من السوريين دون أن يتيح نظام الأسد وأجهزته الأمنية والقضائية لعائلاتهم أي معلومة تطمئنهم عنهم، وتوضح مصيرهم.
ونقلت وكالة فرانس برس عن إحدى السوريات التي تنتظر تحت الجسر ضمن الحشد الكبير، وتدعى أم ماهر قولها: “أنتظر أولادي الخمسة وزوجي منذ العام 2014. لقد سلمتهم إلى ربي”، وأضافت بحرقة: “ستة أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل. نحن لا علاقة لنا بالإرهاب، عمر أكبرهم 25 سنة وأصغرهم 15”.
عذراً التعليقات مغلقة