لبابة الهواري
حين رآني أخي أسحب مفتاح السّيّارة المعلّق بجانب الباب، قال بصوتٍ مرتفع وبنبرة حازمة: إياكِ أن تسرعي..
توقّفتُ كمن ينتظر بقيّة الجملة، فأكمل “لمحت شقًا خارجيًا كبيرًا في إطار السّيارة الأماميّ”
نظرت غير مبالية وفتحت الباب لأخرج فيما شعرت أن الشّق في صدري يزداد اتّساعًا
كرّر مرة أخرى “لا تسرعي.. “
أجبت بنزق ردًا على هذه الوصية “أنا لا أسرع”
أكّد بحزم أكبر ” لا تقتربي من المائة، حتى الثمانين خطيرة”
رددت كمن يريد إنهاء الحديث المملّ “حاضر” ومشيت أولى خطواتي خارج المنزل
وقف عند الباب وأكمل بصوت أعلى “الشّق كبير قد ينفجر الإطار في أي لحظة.. لن تستطيعي السّيطرة على السّيارة”
بدأت خطواتي تبتعد عن الباب وأنا أحدث نفسي “أكبر من شقّ القلب؟!”
وتناهى لسمعي الجملة الأخيرة “ربما تنقلب السّيارة”
هنا أفلتت مني ضحكة ساخرة وأنا ألوّح له بيدي
ركبت السيارة رامية كل نصائحه من النّافذة
كان طريقي معروفًا لسيارتي التي تحفظ طقوس المزاج السّيء، بعد وقت قليل التحمت إطارات السيارة بالطّريق السّريع، وبدأت أسمع صوت عداد السرعة يطرق كطبل لتجاوزي الحدّ المسموح
رفعت صوت الموسيقا لأنهي صخب العداد، وأشرعت النوافذ مع بدء زخّات المطر الخفيفة
شعرت باتساع الشّقين.. يؤازرهما مطر السّماء ومطري!
بعد دقائق
التَقَيَا.. لم تنقلب السّيارة.. لم أصرخ.. لم يتكسر الزجاج.. لم يتلوّن المكان بالأحمر
لكن البياض غطّى كل شيء!
Sorry Comments are closed