اشتبك عناصر من الجيش اللبناني اليوم الثلاثاء مع أنصار لمليشيات حزب الله وحركة أمل الشيعيتين حاولوا اقتحام ميدان في بيروت ردا على تسجيل مصور يسيء إلى شخصيات شيعية، ما استدعى تدخل الجيش وتفريق المهاجمين بقنابل الغاز والهراوات.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن الدفاع المدني عبر موقعه على “تويتر”، أنه بعد عودة الهدوء إلى وسط بيروت، عمل عناصر من الدفاع المدني على معالجة و تضميد إصابات 43 مواطنا ونقل 23 جريحا إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة.
وتجمع مئات الشبان على دراجات نارية في وسط بيروت ملوحين براياتهم الحزبية والدينية ومرددين ”شيعة.. شيعة“ وأشعلوا النار في إطارات سيارات. وقال الشهود إنهم ألقوا حجارة ومفرقعات على قوات الأمن بالمكان.
وتجاهل الشبان دعوات السياسيين لضبط النفس وحاولوا كسر طوق أمني لاقتحام الميدان الذي يخيّم به المتظاهرون في إطار احتجاج مناهض للحكومة قائم منذ أسابيع.
وأظهرت تغطية حية بثتها قنوات تلفزيونية محلية عشرات الشبان وقد أحرقوا إطارات وحطموا مباني إدارية وأضرموا النار في عدد من السيارات في محيط المنطقة القريبة من طريق رئيسي يؤدي إلى الأجزاء الشرقية والغربية من العاصمة.
وسبق وأن استهدفت جماعات شيعية المحتجين المعتصمين في الميدان من قبل غضبا من هتافات تنال من زعمائها السياسيين، غير أن أحداث العنف يوم الثلاثاء كانت ذات طبيعة طائفية واضحة.
وتردد أن تسجيل الفيديو الذي ألهب المشاعر في بلد تتغلغل فيه الانقسامات الطائفية أعده لبناني سني من مدينة طرابلس الشمالية يقيم بالخارج وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مدينة صيدا التي تقطنها غالبية سنية بالجنوب اللبناني، ذكرت قنوات تلفزيونية أن مجموعات من الشبان الملثمين اقتحمت ميدانا رئيسيا وأشعلت النيران في عدد من الخيام التي أقامها المتظاهرون المعتصمون بالموقع منذ أسابيع.
وتجتاح لبنان موجة احتجاجات ضخمة منذ 17 أكتوبر تشرين الأول أدت إلى استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء وسط غضب من إخفاق الحكومة في معالجة أسوأ أزمة اقتصادية بالبلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.
وبعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على استقالة الحريري، ما زال السياسيون عاجزين عن الاتفاق على إدارة جديدة رغم تصاعد الأزمة المالية.
واتخذت الاحتجاجات منحى عنيفا في مطلع الأسبوع عندما عمّ الغاز المسيل للدموع أجواء بيروت مع اشتباك قوات الأمن مع المحتجين الذين يحمّلون النخبة الحاكمة مسؤولية الفساد وسوء الإدارة. وأصيب العشرات.
عذراً التعليقات مغلقة