أعلنت الشرطة اليونانية السبت أنها ألقت القبض على لبناني يبلغ من العمر 65 عاماً، تسعى السلطات الألمانية لتوقيفه فيما يتعلق بواقعة اختطاف طائرة عام 1985 وخطف أفراد عام 1987.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن الرجل مشتبه بضلوعه في اختطاف طائرة تابعة لشركة (تي.دبليو.إيه) عام 1985، في واقعة أسفرت عن مقتل شخص واحد. وألقي القبض على المشتبه به في جزيرة ميكونوس اليونانية، بموجب مذكرة توقيف أوروبية صدرت بحقه في ألمانيا، بحسب ما قالت الشرطة اليونانية.
وأوقف خاطف الطائرة المزعوم خلال عملية التدقيق بجوازات سفر ركاب على متن سفينة سياحية، وفق وكالة أنباء أثينا. ومثل الجمعة أمام القضاء الذي أمر باحتجازه ريثما يتم ترحيله إلى ألمانيا.
وقالت وسائل إعلام ألمانية إنّ الرجل كان أوقف في ألمانيا بعد نحو عامين من اختطاف الطائرة، ولكنّه أدرج في ما بعد ضمن عملية تبادل شملت مخطوفين ألمانا في بيروت.
“منظمة المضطهدين في الأرض”
وبالعودة إلى واقعة اختطاف الطائرة، بحسب وسائل إعلامية فإن مجموعة أطلقت على نفسها “منظمة المضطهدين في الأرض” هي من تبنت هذه العملية. ورجحت وكالة الاستخبارات الأميركية أن المجموعة كانت على صلة بحزب الله.
وتمت العملية في 14 يونيو 1985 في يوم الجمعة واستهدفت طائرة لشركة “تي دبليو أي” كانت من المقرر أن تقوم برحلة من أثينا إلى روما.
واستغرقت العملية أسبوعين قتل خلالها مسافر من الولايات المتحدة. وانطلقت الطائرة في رحلتها في تمام الساعة 10:10 صباحاً وهي تحمل على متنها 153 مسافرا، وبعد فترة قصيرة من الإقلاع أصدر شخصان أوامرهما لقبطان الطائرة بتغيير وجهة الرحلة إلى الشرق الأوسط مستعملين مسدسات تمكنوا من تهريبها عبر نقاط التفتيش في المطار.
اشتباه بضلوع “حزب الله”
وتوقفت الطائرة المختطفة لعدة ساعات في مطار بيروت، وتمت هناك عملية تبديل 19 مسافرا مقابل التزود بالوقود للطائرة. وكانت هذه أول عملية تبديل للمسافرين. وطارت بعدها الطائرة وكانت نقطة توقفها الثانية مطار العاصمة الجزائر حيث تم إطلاق سراح 20 مسافراً، وتوجهت بعدها إلى بيروت مرة أخرى.
وفي مطار بيروت قام المختطفون بقتل مسافر أميركي كان غواصاً في القوات البحرية وقاموا برمي جثته إلى مدرج المطار.
ثم انضم مسلحون آخرون للجماعة المختطفة، وأقلعت بعدها الطائرة مرة ثانية إلى الجزائر في 15 يونيو 1985 حيث تم إطلاق سراح 65 مسافرا آخر لتعود الطائرة بعدها للمرة الثالثة إلى مطار بيروت.
مطالب الخاطفين
وتلخصت مطالب المختطفين بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، وشجب عالمي لتدخل إسرائيل واحتلالها للجنوب اللبناني عقب غزو لبنان 1982 مع شجب مماثل لدور الولايات المتحدة في شؤون لبنان. تم توجيه أصابع الاتهام بتنفيذ عملية اختطاف الطائرة إلى عماد فايز مغنية وحسن عز الدين وعلي عطوة ومحمد علي حمادي، واستناداً إلى وكالة الاستخبارات الأميركية فإن جميعهم كانوا أعضاء في حزب الله.
وتمكنت الاستخبارات اليونانية من القبض على علي عطوة قبل ركوبه الطائرة، وتمت عملية مبادلة بإطلاق سراحه في صفقة مع المختطفين مقابل 8 مسافرين يونانيين كانوا على متن الطائرة.
وفي 17 يونيو 1985 توسطت حركة أمل اللبنانية ونتج عنها إطلاق سراح 40 مسافرا وبقي 39 محتجزين إلى 30 يونيو 1985 إلى أن تم إطلاق سراحهم ونقلهم إلى ألمانيا.
Sorry Comments are closed