اجتاحت مئات الحرائق الجديدة غابات الأمازون في بشمال البرازيل، اليوم السبت، وفق بيانات رسمية، بعد تعبئة آلاف الجنود للمساعدة في مكافحة نيران هي الأسوأ منذ سنوات إثر غضب دولي متصاعد.
واشتعلت حرائق عدة في منطقة واسعة من ولاية “روندونيا”، شمال غرب البرازيل، حيث قال عديد من سكان “بورتو فاليو”، عاصمة الولاية، إن ما بدا كغيوم خفيفة تخيم على المدينة، كان في الواقع دخان الحرائق.
وبحسب الأرقام الرسمية، سجّل 78 ألفاً و383 حريق غابات في البرازيل هذا العام، وهي الأسوأ منذ 2013. ويقول الخبراء أن جرف الأرض خلال أشهر الجفاف الطويلة فاقم المشكلة.
وتأتي الأرقام الجديدة بعد يوم من سماح “بولسونارو” بمشاركة الجيش في مكافحة الحرائق والتصدي للنشاطات الإجرامية في المنطقة.
وأثارت الحرائق التي تجتاح أكبر غابة استوائية في العالم غضباً دولياً، وستكون من أهم مواضيع النقاش في قمة مجموعة السبع في بياريتس جنوب فرنسا.
وطلبت ست ولايات، بينها “روندونيا”، مساعدة الجيش في الأمازون؛ حيث ينتشر 44 ألف جندي للمساعدة في مكافحة الحرائق ومؤازرة عناصر الإطفاء وطائرات مكافحة الحرائق.
وكان بولسونارو، الذي حُمّل خطابه المناهض للبيئة منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني/ يناير مسؤولية إلحاق الضرر بغابة الأمازون والسكان الأصليين، قد ألقى باللائمة في الحرائق على منظمات غير حكومية، معتبراً أنها أضرمت النار عمداً بعد وقف تمويلها.
وتهدد الأزمة بنسف اتفاق تجارة مهم بين الاتحاد الأوروبي ودول في أميركا الجنوبية بينها البرازيل، استغرق التفاوض عليه 20 عاماً.
وقال رئيس المجلس الأوروبي “دونالد توسك” للصحفيين في قمة مجموعة السبع، اليوم السبت، إنه من الصعب تصور دول أوروبية تصادق على اتفاق تجارة مع كتلة ميركورسور فيما تخفق البرازيل في إخماد الحرائق التي تلتهم الغابات المعروفة ب”رئة الأرض”؛ بسبب دورها الرئيس في الحد من التغير المناخي.
ويقول خبراء البيئة إن الحرائق تأتي وسط تزايد تآكل الغابات في منطقة الأمازون، الذي بلغ في تموز/ يوليو بنسبة تزيد بأربع مرات مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، بحسب أرقام المعهد الوطني لأبحاث الفضاء.
عذراً التعليقات مغلقة