أفاد تقرير صادر عن المفتش العام في البنتاغون، أن تنظيم الدولة الاسلامية يعاود الظهور في سوريا بالتزامن مع سحب الولايات المتحدة قواتها، ويعزز قدراته في العراق المجاور.
وأوضح التقرير أنّ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، على الرغم من خسارته التواجد على الأرض إلا أنه قد عزّز قدراته المسلحة في العراق وبدأ يعاود الظهور في سوريا خلال الربع الحالي من السنة.
وأضاف أنّ التنظيم استطاع إعادة تجميع صفوفه ومواصلة القيام بعمليّات في كلا البلدين، وذلك لأسباب منها أنّ القوّات المحلّية ما تزال غير قادرة على مواصلة القيام بعمليّات طويلة الأمد، أو تنفيذ عمليّات عدّة متزامنة أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها.
وأشار التقرير الى ان ذلك يأتي مع استكمال واشنطن انسحاباً جزئياً من المواقع في سوريا، مُخالفةً بذلك رأي قادة عسكريين اعتبروا إن قوّات سوريا الديموقراطيّة المدعومة أميركيّاً، بحاجة إلى مزيد من التدريب والتجهيز من أجل التصدي لعمليات مسلحة.
وقال التقرير: إن “الجهاديين الذين تكبدوا خسارة كبيرة على الأرض على أيدي القوات العراقية والسورية، مدعومة بحملة قصف جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يستغلون ضعفاً لدى القوات المحلية لتحقيق مكاسب”.
وفي الوقت الذي ما يزال عدد قليل من الجنود الأميركيين ينتشرون في شمال شرق سوريا، وهي منطقة خارج نفوذ قوات الأسد، تسعى واشنطن إلى حشد مزيد من الدعم العسكري من أعضاء آخرين في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعتقد التحالف بقيادته الأميركية، أن تنظيم الدولة الإسلامية لديه على الأرجح ما بين 14 ألف إلى 18 ألف عضو في العراق وسوريا، بينهم ما يصل إلى 3 آلاف أجنبي، بحسب التقرير.
وذكر التقرير أن جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية قد نفذوا عمليات اغتيال وكمائن وتفجيرات انتحارية في كلا الدولتين، وأنشؤوا في العراق نقطة قيادة ومراقبة ثابتة ونقطة لوجستية لتنسيق الهجمات، متبعين استراتيجية إشاعة فوضى على الأرض التي خسرها ومنع قوات الأمن المحلية من تحقيق سيطرة فعلية والحفاظ على النظام العام.
تجدر الإشارة إلى تنظيم “داعش” قد سيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق معلناً فيها ما أسماه “دولة الخلافة” في عام 2014، وأن ميليشيا “قوات سوريا الديموقراطية” قد أعلنت في 23 آذار/مارس 2018 القضاء على التنظيم مدعومة بقصف جوي أميركي، وجردته من آخر معاقله في بلدة “الباغوز” في محافظة دير الزور، إثر أشهر من المعارك بدعم من التحالف الأميركي.
ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على التنظيم لا يعني أن خطره قد زال، كونه مازال قادراً على تحريك خلايا نائمة في المناطق التي طُرد منها وانطلاقاً من البادية السورية.
عذراً التعليقات مغلقة