خرج آلاف السودانيين، اليوم السبت، في مسيرات حاشدة، لتأبين ضحايا فض الاعتصام الذين قضوا أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة السودانية الشهر الماضي.
وكان تحالف الحرية والتغيير قد دعا إلى تنظيم مسرات اليوم تحت شعار “العدالة أولاً” في البلاد، في ذكرى مرور أربعين يوماً لفض الاعتصام.
وجاب المحتجون شوارع منطقة “بحري” شمال العاصمة، وهتفوا “الدم بالدم” و”لا نريد تعويضاً”، كما شارك مئات في مسيرات في أم درمان قرب الخرطوم، وخرجت مسيرات أخرى في كل من منطقة الحاج يوسف والشوارع الرئيسة في بورتسودان على البحر الأخمر شرق البلاد ومدينة الأبيض في وسطها وفي شوارع عطبرة، التي خرجت فيها أول مسيرة ضد قرار الحكومة رفع سعار الخبز في نهاية العام الماضي.
وحمل المشاركون صوراً لضحايا فض الاعتصام ولافتات كتب عليها “العدالة للشهداء”، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
وكان الضحايا يشاركون في اعتصام لآلاف المحتجين لمطالبة الجيش بتسليم السلطة إلى المدنيين حين فرق مسلحون في ملابس عسكرية الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في 3 حزيران/ يونيو، ما أدى إلى مقتل عشرات وإصابة مئات.
وجاء فض الاعتصام بعدما انهارت المفاوضات بين المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات في أيار/مايو بسبب الخلاف على تشكيلة الإدارة التي ستحكم البلاد ومن سيقودها.
ويصر المجلس العسكري على أنه لم يأمر بفض الاعتصام الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في ذلك اليوم بحسب ما أعلن قادة الاحتجاج.
وتصاعد التوتر بين الطرفين بعد فض الاعتصام، ولكن بعد وساطة مكثفة من الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا أمكن التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مطلع الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يلتقي قادة الاحتجاج وجنرالات الجيش في وقت لاحق من اليوم لإجراء مزيد من المباحثات لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، بحسب ما أفاد وسطاء، قبل أن يوقّع رسمياً خلال الايام المقبلة.
عذراً التعليقات مغلقة