حرية برس:
ودع السوريون اليوم واحداً من هامات الثورة السورية وأبطالها الذين قاوموا الظلم وقهر الشعوب العربية بشكل عام والشعب السوري على وجه الخصوص بالقلم والريشة، “وهيب الحسيني” فنان الكاريكاتير السوري الذي روى قصص السوريين وهمومهم وشكى أحوالهم بلوحاته وريشته وافته المنية مساء اليوم الأربعاء عن عمر 79 عاماً في مدينة غازي عنتاب التركية.
ولد “وهيب الحسيني” في مدينة دير الزور عام 1941، وأنهى دراسته الأكاديمية في كلية الفنون الجميلة في دمشق وعمل في التلفزيون الرسمي السوري كمهندس ديكور ورسام في الوقت ذاته أيام الانفصال بين سوريا ومصر لنحو سنة ونصف، ومن ثم انتقل إلى الكويت وعمل في التلفزيون الكويتي لـ16 عاماً ومن ثم أسس شركته الخاصة للديكور وانتقل إلى العراق ومن ثم إلى لندن حيث بقي نحو 3 سنوات.
وبالتزامن مع اندلاع الحرب بين العراق وإيران اتجه الفنان السوري إلى فن الكاريكاتير حيث وجد فيه المتنفس الوحيد الذي يستطيع إطلاق أفكاره وتوجهاته من خلاله، حيث انتقد اصطفاف الجيش السوري بقيادة آل الأسد إلى جانب الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي، الأمر الذي اعتبره الفنان خيانة للعروبة بكل ماتعنيه الكلمة.
أبحر “الحسيني” في فن الكاريكاتير وبدأ بنشر رسومه في في جريدة “الدستور اللندنية” حيث كان يمتلك صفحة كاملة فيها واستمر في عمله إلى أن عاد إلى العراق عام 1988، ومن ثم انتقل إلى العاصمة الأردنية عمان حيث عمل مع جريدة “شيحان” التي كانت تمتلك نفساً معارضاً وهو مادأب “وهيبي” على اللحاق به وكان لديه العديد من اللوحات التي تناقلتها وسائل الإعلام والصحافة الغربية.
من ثم انتقل الفنان السوري إلى الخليج حيث طلب منه التعهد بالابتعاد عن الرسم الكاريكاتوري وعمل كمستشار فني لدى “خالد بن زايد” في مجموعة شركات هندسية وإعمارية كمصمم ديكور وصمم ديكور أحد الأبراج الواقعة في شارع بن خليفة.
عاد “الحسيني” إلى سوريا بعد سقوط بغداد إبان الغزو الأميركي للعراق وبعد صدور عفو عام في سوريا عن جميع من عمل ضد النظام السوري بالسياسة ولم يحمل السلاح، بعد 44 عاماً من الاغتراب بين الدول العربية وأوروبا وعاد إلى منزله في دير الزور وابتعد عن العمل لأعوام طويلة.
ومع اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد التحق الفنان السوري بركب الشعب وبدأ بالرسم وانتقاد الأوضاع السياسية والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد بحق أبناء الشعب السوري، وواكب الفنان الراحل الأحداث السورية عن كثب مستعيناً بريشته التي كانت خير سلاح بالنسبة له في المقاومة والدفاع عن الشعب والانسانية.
انتقد “الحسيني” السياسة الدولية في التعاطي مع الثورة السورية والتي كانت تهدف إلى القضاء على الشعب السوري الثائر بكافة الأسماء والعنواين المزورة بحقوق الانسان والانسانية والمساندة والخطوط الحمراء.
انضم الفنان السوري إلى أسرة “حرية برس” ورسم عشرات اللوحات التي جسدت مآسي السوريين وانتقدت وعرّت قتلة الشعب السوري الثائر.
جسد الفنان السوري الراحل مراحل الثورة السورية في عدد من المعارض التي أقيمت في مدينة غازي عنتاب التركية، وظل يعمل ويرسم لوحاته التي كانت لها الأثر البالغ في نفوس السوريين حتى وافته المنية.
عذراً التعليقات مغلقة