مركز “مساحتي” بريف حلب.. فسحة بعيداً عن الحرب

فريق التحرير30 ديسمبر 2017آخر تحديث :
يقدم المركز دورات تعليمية للنساء ومساحة لنقاش قضاياهن

برغم الظروف القاسية والحرب المستمرة والتهجير إلا أن السوريين كعادتهم يسعون إلى خلق حياة مشرقة تفوق سواد الحرب، ويتسلحون بالأمل ،وينشرونه من خلال مشاريع اجتماعية تنموية، من شأنها أن تخفف وطأة الحرب و تكوّن نواة لنشر العلم الذي تحتاجه سوريا الحرة.

و في هذا السياق يظهر “مركز مساحتي” في ريف حلب “الأبزمو” الذي يهدف لتمكين المرأة من ممارسة دورها الاجتماعي من خلال دورات تدريبية وندوات تثقيفية وتوعوية في شتى المجالات الاجتماعية.

وفي حديث مع حرية برس قالت مديرة المركز “جيهان العبدلله”: “لقد شهد المركز إقبالاً مميزاً منذ افتتاحه في نيسان الماضي، حيث تجد فيه النساء متنفساً بعيداً عن أجواء الحرب، وفرصة للتعلم والمشاركة الاجتماعية.”

يقدم المركز عدة دورات مخصصة للنساء وتشمل: الإسعاف الأولي ومبادئ التمريض، محو الأمية، تعلم الكمبيوتر ودورات اللغة الإنجليزية.

تضم دورة محو الأمية النساء اللواتي منعتهن الظروف من الالتحاق بالمدارس بالإضافة إلى الطلاب الذين أجبرتهم الحرب على التسرب من مدارسهم.

وقالت “رجاء العلي” مدربة محو الأمية في المركز: ” تقسم دورات محو الأمية إلى مستويات مختلفة، حيث أن بعض النساء لديهن إلمام بسيط في القراءة والكتابة. وتتراوح أعمار المتدربات ما بين 13-45 سنة، مما يجعل مهمتي أصعب حيث أن بعضهن يشعر بالخجل من التعلم في هذه السن، ولكني أبذل ما بوسعي لخلق جو من الراحة يساعدهن على المشاركة والتفاعل”.

وتتدرج دورات الكومبيوتر واللغة الانجليزية حسب مستوى الطالبات من المبتدئ والمتوسط والمتقدم، إضافة إلى دورات الانترنت وكيفية إنشاء السيرة الذاتية.

نشاطات ترفيهية وفسحة للنقاش

ويضم المركز حضانة تقدم نشاطات ترفيهية للأطفال كما يقام ندوات تثقيفية تناقش المواضيع الاجتماعية المتنوعة مثل كيفية التعامل مع مخلفات الحرب، إرشادات عند ارتفاع درجة الحرارة، ودور المرأة المتعلمة في بناء الأسرة السليمة.

وفي نهاية كل ندوة هناك مساحة للنقاش المفتوح، وأشارت “جيهان العبدلله” إلى أهمية هذه الفقرة حيث أن النقاش يخفف من الضغوط الاجتماعية التي فرضتها الحرب والأعباء اليومية التي تواجه الأنثى .

كما يهتم المركز بالقضايا الاجتماعية والإنسانية التي تخص النساء كالمساعدة على توفير فرص عمل، و محاولة تقديم الدعم النفسي اللازم لبعض المتضررات من الحرب، و قد ذكرت “العبدلله” مثالاً على ذلك، أن أحد الشابات التي دخلت بحالة اكتئاب شديد جراء استشهاد أخيها و ابنه أثناء القصف، لجأت والدتها لطلب المساعدة من كادر المركز، وبالفعل تم ضمها إلى دورات اللغة الإنجليزية والحاسوب في المركز، والاهتمام بها من قبل الكادر الطالبات، حتى نجحوا في مساعدتها للتعافي من الاكتئاب، وأصبحت إحدى الطالبات المتميزات في المركز.

وقالت “سنار حسن” إحدى طالبات المركز وطالبة في المدرسة الثانوية: “سارعت إلى الانتساب للمركز والالتحاق بدوراته بمجرد الإعلان عن افتتاحه، أشعر بالسعادة لتوفر فرصة تعليم في مجال الحاسوب والانترنت، وحتى التمريض أيضاً”.

وفي ختام حديثها عن مركز مساحتي قالت “جيهان العبدلله”: “إن العمل مع النساء وتقديم العون لهن هو طعم آخر من السعادة، ففي حين أن الحرب حرمتهن من العلم إلا أن مركز مساحتي هو متنفس للنساء و منهل للعلم أيضاً”.

ويشكل مركز “مساحتي” أحد الأمثلة على رغبة السوريين في مقاومة آثار الحرب على كافة الفئات الاجتماعية ولا سيما النساء والأطفال.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل