قوات النظام السوداني تقمع متظاهرين بالرصاص الحي

فريق التحرير131 ديسمبر 2018آخر تحديث :
مظاهرات في أم درمان السودانية في جمعة الشهداء – متداول

الخرطوم – حرية برس:

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الاثنين، انطلاق موكب تجمع المهنيين نحو القصر الرئاسي مطالبين برحيل الرئيس عمر البشير، فيما أطلقت قوات الحكومة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وأغلقت بعض المحال التجارية أبوابها.

وردد المتظاهرون شعارات ’’سلمية سلمية‘‘ و’’الشعب يريد إسقاط النظام‘‘، بينما توافدوا إلى السوق العربي فيما حاصرتهم قوات الأمن بإطلاق الغازات المسيلة للدموع.

وانتشرت شرطة مكافحة الشغب السودانية، اليوم الإثنين، في ساحات رئيسية في العاصمة الخرطوم لقمع المحتجين وتفريقهم.

وكانت هيئة تجمع الاتحادات المهنية المستقلة، دعت الشعب السوداني إلى تنظيم مسيرة إلى القصر الرئاسي في الخرطوم اليوم للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.

وقال التجمع في بيان له ’’بعد النجاح الذي حققته مسيرتنا الثلاثاء الماضي مرة أخرى ندعو السودانيين الي مسيرة يوم الاثنين 31 ديسمبر (كانون الأول) الواحدة ظهرا (بالتوقيت المحلي الحادية عشر ت غ) وذلك بالسير الي القصر الجمهوري ومطالبة الرئيس عمر البشير بالتنحي‘‘.

وحاول المحتجون في مدينة الأبيض غربي السودان بعد إعلان المهنيين فيها عن انطلاق تظاهرات تحت مسمى “موكب الرحيل”، الوصول إلى ميدان حدد كنقطة تجمع، لكن القوات الأمنية سبقتهم بالتمترس بساحته ومحاصرة مداخله بحجة أن الميدان معد مسبقاً لحفل تخريج لقوات أمنية، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات مع حملة اعتقالات واسعة.

وبدا الحضور الأمني كثيفاً تحفيزاً للموكب الثاني لتجمع المهنيين في العاصمة الخرطوم، فيما أعلن تحالف المحامين الديمقراطي الموازي للجسم الرسمي عن إضراب شامل مع تأكيد مشاركتهم في الموكب. مشاركة عدتها نقابة المحامين دعوة هلامية من جسم لا يملك رصيداً.

وتداول ناشطون على شبكات التواصل الإجتماعي، تسجيلات مصوّرة تظهر بها، إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الحكومة السودانية على المتظاهرين في الشوارع الداخلية للسوق العربي من أجل تفريقهم، فيما عملت الشرطة بمناطق آخرى على نقل بعض المعتقلين من السيارات الصغيرة إلى الباصات وترحيلهم إلى جهة غير معروفة.

من جهة آخرى، أعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، اليوم الإثنين، إطلاق سراح معظم الموقوفين أثناء المظاهرات الأخيرة، بعد اكتمال الإجراءات الأمنية اللازمة حيالهم.

وبحسب مدير إدارة الإعلام بالجهاز، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية، فأن الذين تم إطلاق سراحهم أقروا خلال التحقيقات أن الهالة الإعلامية بالخارج كانت أكبر من الحجم الحقيقي للمظاهرات، وأن بعض الأحزاب السياسية استغلت مهنيين وطلابا لتحقيق أجندتها الخاصة، حسب وصفه.

وتشهد العاصمة السودانية وغيرها من المدن احتجاجات منذ 19 كانون الأول/ديسمبر، تنديداً بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل الخبز والوقود، فضلاً عن مشكلة نقص السيولة.

وطالت الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الخبز والوقود 13 ولاية، ووصلت إلى العاصمة الخرطوم، حيث نظم متظاهرون وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة وأحرقوا مكاتب للرئيس البشير، ما جعل قوات الأمن تتدخل لتفرقتهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.

واتهمت الحكومة على لسان أكثر من مسؤول “مندسين” من حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، بالتورط في أعمال تخريب صاحبت الاحتجاجات.

والتزم البشير بإخماد الاحتجاجات في البلاد متعهداً بـ’’إصلاحات‘‘ جادة لمعالجة الأزمات الاقتصادية، لكن هذا الوعد لم يجد صدى في أوساط المحتجين.

وخوفاً من توسع دائرة الاحتجاج، قررت الحكومة السودانية تعليق الدراسة في الجامعات لمنع الطلاب من المشاركة في المسيرات، فيما فُرِض حظر التجوال من السادسة مساء لغاية السادسة صباحاً.

ويواجه اقتصاد السودان صعوبات خصوصاً بسبب النقص في العملات الأجنبيّة وارتفاع نسبة التضخّم، على الرغم من رفع الولايات المتحدة الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على السودان.

وبلغت نسبة التضخّم 70%، بينما انخفضت قيمة الجنيه السوداني، في وقت شهدت مدن عدّة نقصاً في إمدادات الخبز والوقود.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل