ركام المنازل مادة للبناء في ريف حمص

فريق التحرير4 يناير 2018آخر تحديث :
عمال في مدينة تلبيسة أثناء جمع الركام المدمرة جراء قصف قوات الأسد ـ عدسة سليمان طه

حمص ـ حرية برس:

منذ بداية أحداث الثورة السورية عمد نظام الأسد إلى إتباع سياسية الأرض المحروقة من خلال القصف بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، الأمر الذي نتج عنه دمار واسع لحق بالأبنية السكنية والبنى التحتية.

وهذا ما دفع الأهالي في ريف حمص الشمالي، لاستخراج مواد البناء من خلال إعادة تكسير الركام والتعامل معه ضمن معامل خاصة، لسد حاجة الريف الشمالي لمواد البناء التي تزداد الحاجة إليها في ظل استمرار القصف من جهة ومن أجل ضرورة ترميم المنازل المدمرة من جهة أخرى.

وقال السيد ” محمد خضور “، وهو مدير لأحد معامل الكسارات شمال حمص، خلال تصريح خاص لـ “حرية برس”، ” بعد قيام قوات النظام بهدم الأبنية السكنية ونشر الدمار في معظم المناطق المحررة، وذلك نتيجة سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام من خلال قصف المدن بالطائرات والمدفعية الثقيلة، قمنا بافتتاح ” معامل خاصة” تسمى بالـ ” كسارات “، للتعامل مع الركام الناجم عن القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات الأسد”.

وعن ألية عمل هذه الكسارات قال ” خضور ” يتألف فريق العمل من العديد من العمال ضمن مجموعات، حيث تذهب مجموعة من العاملين إلى المنازل المدمرة، وتقوم بدورها بجمع الركام و وضعه بالسيارات الخاصة بالمعمل، ليتم نقله إلى المرحلة الأولى وهي ” كسارة الطحن”، حيث يتم استخراج مواد البناء و أهمها : ” الرمل، والحصى و بودرة الحصى، والإسمنت”، وتذهب هذه المواد إلى معمل يتم من خلاله صنع البلوك و مواد البناء الأساسية”.

وتابع قائلاً : ” أن نوعية هذه المواد ليست جيدة جداً، ولا تتمتع بمواصفات الجودة الأساسية، ولكنها مقبولة، ويرغب معظم الناس لشرائها بقيمة شرائية أقل من مواد البناء الأساسية التي تُسجل أسعار عالية جداً مع انعدام وجودها في ظل حصار خانق مفروض على المنطقة يدخل عامه الخامس”.

من جانبه قال رئيس المكتب الخدمي في المجلس المحلي في مدينة تلبيسة شمال حمص “محمد الضاهر ” في تصريح خاص لـ” حرية برس “، ” أننا نحن في المجلس المحلي نشجع المواطنين على فكرة إعادة بناء البلد من جديد، ونوه أن هذه البلاد للسوريين و يجب عليهم بنائها من جديد وأكد دعمها لهذه الفكرة الناجحة من إعمار بلادهم”.

إعادة طحن أنقاض المنازل في كسارات مخصصة لاستخراج مواد البناء ـ عدسة سليمان طه

و أجرى موقع ” حرية برس ” عدة مقابلات مع العاملين في هذه الكسارات، حيث قال أحد العاملين يُدعى ” محمد يحيى “، تكمن مهمتي بالخروج مع زملائي في العمل نحو البيوت المدمرة نتيجة القصف، وذلك عبر سيارة خاصة بالمعمل، ونقوم بجمع الركام و المواد المحطمة، نأتي بها المعمل حيث نقوم بعملية طحن مخلفات المنازل المدمرة، ونستخرج منها مواد البناء، و نقوم بفرزها حسب نوعها، وذلك من أجل قيام الأهالي بإعادة أعمار منازلهم المتضررة”.

وقال” ليث الحمشو” وهو أحد أهالي مدينة تلبيسة بريف حمص، إن الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام، قامت بقصف منزلي بغارة جوية بالصواريخ الفراغية، ما أسفر عن تدمير المنزل بشكل شبه كامل، و مع تواجد هذه المعامل في منطقتنا قمت ببيع هذا الركام إلى إحدى الكسارات المحلية، ليتم إعادة استخراج مواد تصلح للبناء”.

وأردف ” الحمشو ” قائلاً : ” على أثر هذا، قمت بإعادة أعمار للمنزل، عبارة عن غرفتين صغرتين من أجل تأمين السكن مع عائلتي و كانت التكلفة عالية جداً، علماً أن نوعية المواد ليست جيدة، ولكن هذا هو الحل الوحيد نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات الأسد على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، حيث يتم منع دخول مواد البناء بشكل كامل منذ أكثر من أربعة سنوات”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل