حرستا.. فصل تام عن الغوطة وأطفال يبكون من الجوع

فريق التحرير19 مارس 2018آخر تحديث :
طفل مريض في مدينة حرستا ـ عدسة: عمران الدوماني
الغوطة الشرقية – بسام عمر – حرية برس:
يعاني أهلي مدينة حرستا من ظروف إنسانية صعبة في ظل الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات الأسد وروسيا على الغوطة الشرقية، واستمرار الحصار المفروض على المنطقة.

وقد استطاعت قوات الأسد خلال هذه الحملة فصل حرستا عن باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك بعد سيطرتها على بلدة مسرابا، فأصبحت حرستا محاصرة من أربعة محاور وثلاث قطع عسكرية كتيبة حفظ النظام من جهة دوما، وإدارة المركبات و كتيبة القوات الخاصة و المخابرات الجوية وأوتستراد دمشق الدولي من جهة “ضاحية الأسد”.

الأمر الذي زاد من شدة الحصار، حيث كانت حرستا تعتمد على بلدة مسرابا في تأمين احتياجاتها من المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى، وعقب سيطرة قوات الأسد على مسرابا حاولت تأمين احتياجاتها عبر مدينة دوما لكن الطريق بات مكشوفاً أمام قوات الأسد المتمركزة في أبنية مساكن الضباط والمشفى العسكري، وهذا الطريق سرعان ما تم قطعه من قبل قوات الأسد من محور مديرا ليتم تطويق حرستا بالكامل.

وقد أدى ذلك إلى فصل بعض الأهالي بعيداً عن ذويهم في مناطق أخرى من الغوطة، وإيقاف عجلة الحياة في المدينة التي يقطنها مايقارب 60 ألف مدني، حيث أعلنت المحال التجارية عن نفاذ البضائع من محالهم، كما نفذت مادة الوقود التي كان الأهالي يعتمدون عليها في تشغيل مولدات الكهرباء لاستخراج الماء وإنارة بعض المنازل و إخراج الفضلات من الأقبية التي لم يغادرها الاهالي منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر بسبب القصف المستمر.

الشعير والذرة اليابسة بديلاً للدقيق
وأفاد أحد المحاصرين في حرستا ويدعى “يامن” ويبلغ من العمر 27 عاماً لحرية برس “إننا لم نعد نجد أي مادة غذائية منذ أسبوع حيث استعضنا بالفترة الأخيرة بطنٍ من الشعير عوضاً عن دقيق القمح، كما قمنا بجمع الذرة اليابسة والقيام بطهوها لكن نظراً للطلب كبير والكمية محدودة سرعان ما نفذت، وباءت جميع محاولاتنا بالبحث عن طعام بالفشل”.

وأشار إلى أن “بعض الفلاحين حاولوا الوصول إلى أراضيهم لكن نيران رشاشات قوات الأسد حالت بينهم وبين ذلك”.

وتشهد المدينة حالية انقطاعاً في المياه، وعدم توافر الوقود لتشغيل المولدات لاستخراج الماء، مما اضطر الأهالي إلى استخراج المياه الجوفية عبر مايعرف بـ”الكباسات”، رغم أن المياه غير صالحة للشرب، وفقاً لما ذكره.

وأضاف أن الأطفال في حرستا لايتوقفون عن البكاء لشعورهم بالجوع، كما أن الوضع يزداد سوء بالنسبة للأطفال الرضع نظراً لجفاف حليب أمهاتهم، فضلاً عن بعض الأمراض الناتجة عن عدم توافر المواد الأساسية لهم، بالإضافة إلى الأدوية، حيث خرجت الكثير من المراكز والنقاط الطبية عن الخدمة نتيجة لاستهدافها بشكل متعمد من قبل قوات الأسد، بالإضافة إلى خروج مركز الدفاع المدني عن الخدمة أيضاً.

ولفت محدثنا إلى أن المدينة حالياً معزولة عما يجري في العالم الخارجي، نظراً لانقطاع شبكات الهواتف والإنترنت.

ونوه يامن إلى أن قوات الأسد زعمت مؤخراً فتح معبر آمن لخروج المحاصرين من جهة الموارد المائية، ونظراً لشدة الحصار قام بعض الأهالي بالخروج منه، إلا أنه تم اعتقال الشباب منه واحتجاز لنساء ليواجهن مصيرهن المجهول.

وكانت قوات الأسد قد منعت دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المدينة منذ العام الماضي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية على حد سواء.

يشار إلى أن أن الثوار حاولوا التقدم مؤخراً إلى مواقع قوات الأسد عبر محور إدارة المركبات باتجاه مبنى المحافظة واستطاعوا حصار عدة مقاتلين وضباط رفيعي المستوى، كما شهدت جبهة المشافي العسكرية قبل ذلك محاولة للتقدم من قبل قوات الأسد لكنها تفاجأت بهجوم معاكس قلب الموازين، وقد أسفر عن تقدم كبير للثوار في ذلك المحور خلال الحملة الأخيرة التي تشهدها الغوطة مؤخراً، إلا أن ذلك لم يمنع قوات الأسد من فصل حرستا وعزلها بشكل كامل عن باقي مدن وبلدات في الغوطة الشرقية.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل